الدرس 208_ في آداب التجارة (10).جملة من مستحبات ومكروهات التجارة
الدرس 208 / الإثنين: 18-تشرين الأول-2021
قال الشهيد الأول (رحمه الله) في الدروس: ويستحبُّ لطالب الرِّزق الرُّجوع بغير الطَّريق الَّذي خرج به، فإنَّه أرزق له. (انتهى كلامه)
(1) يستفاد ذلك من رواية موسى بن عمر بن بزيع «قال: قلت للرِّضا (عليه السلام): جعلت فداك، إن النَاس رَوَوا أنَّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله) كان إذا أخذ في طريق رجع في غيره، فكذا كان يفعل؟ قال: فقال: نعم، وأنا أفعله كثيراً، فافعله، ثمَّ قال لي: أمَا إنَّه أَرْزَق لك»[1]f467، ولكنَّها ضعيفة بسهل بن زياد.
قال الشهيد الأول (رحمه الله) في الدروس: ويكره كثرة الفراغ والنَّوم، (انتهى كلامه)
(2) يدل على ذلك جملة من الرِّوايات:
منها: رواية أبي بصير عن أبي عبد الله (عليه السلام) «قال: إنَّ الله عزّ وجلّيبغض كثرة النَّوم، وكثرة الفراغ»[2]f468، وهي ضعيفة بمحمَّد بن سنان.
ومنها: مرسلة يعقوب عمَّن ذَكَره عن أبي عبد الله (عليه السلام) «قال: كَثْرةُ النَّوم مذهبةٌ للدِّينِ والدُّنيا»[3]f469، وهي ضعيفة بسهل بن زياد، وبالإرسال.
ومنها: رواية بشير الدَّهّان «قال: سمعت أبا الحسن موسى (عليه السلام) يقول: إنَّ الله عزّ وجلّيبغضُ العبدَ النَّوَامَ الفارِغَ»[4]f470، وهي ضعيفة بالإرسال، وعدم وثاقة بشير الدّهَّان.
ومنها: مرسلة الشَّيخ الصَّدوق (رحمه الله) في الفقيه «قال: قال أبو الحسن موسى بن جعفر (عليه السلام): إنَّ الله تعالى ليبغض العبد النَّوَامَ، إنَّ الله ليبغض العبد الفارغ»[5]f471، وهي ضعيفة بالإرسال.
قال الشهيد الأول (رحمه الله) في الدروس: والكسل، (انتهى كلامه)
(1) كما هو المعروف بين الأعلام، ويدلُّ عليه جملة منَ الرِّوايات:
منها: صحيحة محمَّد بن مسلم عن أبي جعفر (عليه السلام) «قَاْل: إنِّي لأبغضُ الرَّجل أو أبغض للرَّجل أن يكون كسلاناً عَنْ أمرِ دنياه، ومَنْ كَسَل عن أمرِ دنياه فهُوَ عَنْ أمرِ آخرتِه أَكْسَل»[6]f472.
ومنها: حسنة زرارة عن أبي عبد الله (عليه السلام) «قال: مَنْ كَسَل عن طَهُورِه وصلاتِه، فليس فيه خيرٌ لأمرِ آخرتِه، ومَنْ كَسَل عمَّا يصلح به أمر معيشتِه، فليس فيه خيرٌ لأَمْرِ دُنْيَاه»[7]f473.
ومنها: صحيحة سعد بن أبي خلف عن أبي الحسن موسى (عليه السلام) «قَاْل: قَاْل أبي لبعض ولدِه: إيَّاك والكَسَل والضَّجَر، فإنَّهما يمنعانك مِنْ حظِّك مِنَ الدُّنيا والآخرة»[8]f474، وهي، وإن كانت ضعيفةً في الكافي بسهل بن زياد، إلاَّ أنَّها صحيحة في الفقيه.
ومنها: مرفوعة عليِّ بن محمَّد رفعه «قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): إنَّ الأشياء لمَّا ازدوجتْ ازدوجَ الكَسَل والعَجْز، فنتجَ بينهما الفَقْر»[9]f475، وهي ضعيفة بالرَّفع.
ومنها: رواية حمَّاد اللَّحام عن أبي عبد الله (عليه السلام) «قال: لا تكسلوا في طلبِ معايشِكم، فإنَّ آباءنا كانوا يركُضُون فيها ويطلبونها»[10]f476، وهي ضعيفة بعدم وثاقة حمَّاد اللَّحام وبالإرسال؛ لأنَّ الشَّيخ الصَّدوق (رحمه الله) لم يذكر طريقه في المشيخة إلى حمَّاد اللَّحام.
قال الشهيد الأول (رحمه الله) في الدروس: والضَّجر والمنى، (انتهى كلامه)
(1) يدلَّ على ذلك بعض الرِّوايات:
منها: موثقة سماعة بن مهران عن أبي الحسن موسى (عليه السلام) «قال: إيَّاك والكَسَل والضَّجَر[11]f477 فإنَّك إنْ كسلتَ لم تعملْ، وإنْ ضجرتَ لم تعط الحقّ»[12]f478.
ومنها: رواية أبان بن تغلب «قال: سمعتُ أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: تجنَّبوا المنى، فإنَّها تذهب بهجة ما خُوِّلتُم، وتستصغرون بها مواهبَ الله عندَكم، وتعقبُكم الحَسَرات فيما وهمتم به أنفسَكم»[13]f479، وهي ضعيفة بجهالة عبد العزيز بن عمر الواسطي، وزيد القتَّات.
ومنها: صحيحة عمر بن يزيد عن أبي عبد الله (عليه السلام) «إنَّه قَاْل: إيَّاك والضَّجَر والكَسَل، إنَّهما مفتاحُ كلِّ سُوْءٍ، إنَّه مَنْ كسل لم يؤدِّ حقّاً، ومَنْ ضَجَر لم يصبر على حقٍّ»[14]f480.
ومنها: ما في وصيَّة أمير المؤمنين (عليه السلام) لمحمَّد بن الحنفيَّة «أنَّه قَاْل: يا بني! إيَّاك والاتِّكال على الأماني، فإنَّها بضائع النَّوْكَى[15]f481، وتثبِّط عنِ الآخرةِ إلى أن قال: أشرفُ الغِنَى تَرْكُ المُنَى»[16]f482، وهي ضعيفة بالإرسال.
قال الشهيد الأول (رحمه الله) في الدروس: ومباشرة دنيَّات الأُمور بنفسه، بل كبَارها، ومنها: شراء العقار والرَّقيق والإبل، والدَّوران في الأسواق بغير فائدة، (انتهى كلامه)
(1) يستفاد ذلك من بعض الرِّوايات:
منها: رواية الأرقط «قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ الله (عليه السلام): لَا تَكُونَنَّ دَوَّاراً فِي الْأَسْوَاقِ، وَلَا تَلِ دَقَائِقِ الْأَشْيَاءِ بِنَفْسِكَ، فَإِنَّهُ لَا يَنْبَغِي لِلْمَرْءِ الْمُسْلِمِ ذِي الْحَسَبِ والدِّينِ أَنْ يَلِيَ شِرَاءَ دَقَائِقِ الْأَشْيَاءِ بِنَفْسِهِ، مَا خَلَا ثَلَاثَةَ أَشْيَاءَ، فَإِنَّهُ يَنْبَغِي لِذِي الدِّينِ وَالْحَسَبِ أَنْ يَلِيَهَا بِنَفْسِهِ: الْعَقَارَ، وَالرَّقِيقَ وَالْإِبِلَ،»[17]f483، ودقائق الأشياء أي خسيسها، وهي ضعيفة بالأرقط، ورواها الشَّيخ الصدوق (رحمه الله) في الفقيه مرسلةً، وهي أيضاً ضعيفة بالأرقط، والإرسال.
[1] الوسائل باب54 من أبواب آداب التِّجارة ح1.
[2] الوسائل باب 17 من أبواب مقدِّمات التِّجارة ح1.
[3] الوسائل باب 17 من أبواب مقدِّمات التِّجارة ح2.
[4] الوسائل باب 17 من أبواب مقدِّمات التِّجارة ح3.
[5] الوسائل باب 17 من أبواب مقدِّمات التِّجارة ح4.
[6] الوسائل باب 18 من أبواب مقدِّمات التِّجارة ح1.
[7] الوسائل باب 18 من أبواب مقدِّمات التِّجارة ح2.
[8] الوسائل باب 18 من أبواب مقدِّمات التِّجارة ح5.
[9] الوسائل باب 18 من أبواب مقدِّمات التِّجارة ح7.
[10] الوسائل باب 18 من أبواب مقدِّمات التِّجارة ح8.
[11] الضَّجر: القلق والغم.
[12] الوسائل باب 19 من أبواب مقدِّمات التِّجارة ح1.
[13] الوسائل باب 19 من أبواب مقدمات التِّجارة ح2.
[14] الوسائل باب 19 من أبواب مقدمات التِّجارة ح3.
[15] قال المجلسيُّ الأوَّل R: النوَّكى بالفتح، كسَكْرى جمع الأنوك: الأحمق، (والنُّوك) بالضم والفتح : الحمق، أي الحمقى ليس لهم رأس مال إلاَّ أكاذيب الشَّيطان، والمتمنيَّات الباطلة، فإنَّه يقول لك: أخر التَّوبة إلى آخر العمر، ولا يعلم أنَّه ربَّما كان ذلك الوقت آخر عمر» [روضة المتقين: ج13، ص34، ط قديمة].
[16] الوسائل باب 19 من أبواب مقدمات التِّجارة ح4.
[17] الوسائل باب 25 من أبواب مقدمات التِّجارة ح2.