الدرس 198 _كتاب الصدقة 2

الدرس 198 / الثلاثاء: 25 تشرين1 2022

قال الشهيد الأول (رحمه الله) في الدروس: قال الله تعالى: « وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ ﴾(1)

(1) الأمر الثَّاني: في ذِكْر الآية الشَّريفة، والرِّوايات الواردة في فضل الصَّدقة، وفي فوائدها، وما يترتَّب عليها، ونحن نذكرها تباعاً على حسب ترتيب المصنِّف (رحمه الله).

وخير ما يبتدأ به الكتاب المجيد، قال الله تعالى: « وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ ﴾ ]البقرة: 272[، فالآية الشَّريفة مطلقة، تشمل كلّ ما هو خير، سواء أكان قليلاً أم كثيراً، والتَّوفية إكمال الشَّيء.

قال الشهيد الأول (رحمه الله) في الدروس: وقال النَّبيّ (ص): «الصَّدقة تدفع ميتة السُّوء»(1)

(1) هذه الرِّواية رواها الشَّيخ الكلينيّ والشَّيخ الصَّدوق (رحمهما الله)، وهي معتبرة السَّكونيّ عن أبي عبد الله (عليه السلام) «قال: قال رسول الله (ص): الصَّدقة تدفع ميتة السُّوء»([1])، وأفراد ميتة السُّوء كثيرة، منها: الموت بالحرق والغرق والهدم والجنون والبرص والجذام، ولدغة الأفعى والسُّقوط من شاهق، إلى غير ذلك من الأفراد الكثيرة.

قال الشهيد الأول (رحمه الله) في الدروس: وقال (عليه السلام): «إنَّ الله ليدفع بالصَّدقة الدَّاء، والدُبيلة، والحرق، والغرق، والهدم، والجنون، إلى أنَّ عد سبعين باباً من السوء»(2)

(2) هذه الرِّواية معتبرة أيضاً، وهي معتبرة السَّكونيّ عن جعفر عن آبائه (عليهم السلام) «قَاْل: قَاْل رسول الله (ص): إنَّ الله لا إله إلاَّ هو ليدفع بالصَّدقة الدَّاء والدُّبيلة([2]) والحَرَق والغَرَق والهدم والجنون، وعدّ (ص) سبعين باباً من السُّوء»([3]).

قال الشهيد الأول (رحمه الله) في الدروس: وقال الصَّادق (عليه السلام): «المعروفُ شيءٌ سوى الزَّكاة، فتقرَّبوا إلى الله بالبرّ وصِلة الرَّحم»(3)

(3) روى الشَّيخ الصَّدوق (رحمه الله) في الخِصال عن محمَّد بن عليّ ماجيلويه عن عمِّه عن أحمد بن أبي عبد الله عن الحسن بن محبوب عن عمر بن يزيد «قال أبو عبد الله (عليه السلام): المعروف شيءٌ سوى الزَّكاة، فتقرَّبوا إلى الله بالبرّ وصلَّة الرَّحم»([4]).

وهذه الرِّواية صحيحة؛ لأنَّ محمَّد بن عليّ ماجيلوَيْه من المعاريف؛ ما يكشف عن وثاقته، وعمّه اسمه محمَّد بن أبي القاسم بن عبيد الله أبو عبد الله ماجيلوَيْه، وهو ثقة.

والمعروف: هو الشَّيء الَّذي يخرجه من ماله ليس من الزكاة، إن شاء أكثر وإن شاء أقلّ، على قدر ما يملك، ويصل به رحماً، ويقوّي به ضعيفاً، أو يصل به أخاً له في الله، ونحو ذلك.

قال الشهيد الأول (رحمه الله) في الدروس: وقال عليٌّ (عليه السلام): «كانوا يرون (أنَّ) الصَّدقة يدفع بها عن الرَّجل الظَّلوم»(1)

(1) وهذه الرِّواية معتبرة أيضاً، وهي معتبرة السَّكونيّ عن أبي عبد الله (عليه السلام) «قال: قال عليٌّ (عليه السلام): كانوا يرون أنَّ الصَّدقة تدفع بها عن الرَّجل الظَّلوم»([5]).

قال الشهيد الأول (رحمه الله) في الدروس: وقال الباقر (عليه السلام): «صنائع المعروف تدفع مصارع السُّوء»(2)

(2) هذه الرِّواية رواها عبد الله بن سليمان «قال: سمعتُ أبا جعفر (عليه السلام) يقول: إنَّ صنائع المعروف تدفع مصارع السُّوء»([6])، وهي ضعيفة بعدم وثاقة عبد الله بن سليمان.

وروى عبد الله بن ميمون القداح عن أبي عبد الله (عليه السلام) عن آبائه (عليهم السلام) «قال: صنائع المعروف تقي مصارع السُّوء»([7])، وهي ضعيفة أيضاً بسهل بن زياد.

قال الشهيد الأول (رحمه الله) في الدروس: وقال النَّبيّ (ص): «الصَّدقة بعشرة، والقرض بثمانية عشر، وصلة الإخوان بعشرين، وصلة الرَّحم بأربعة وعشرين»(1)

(1) هذه الرِّواية معتبرة، وهي معتبرة السَّكونيّ عن أبي عبد الله (عليه السلام) «قَاْل: قال رسول الله (ص): الصَّدقة بعشرة، والقرض بثمانية عشر، وصلة الإخوان بعشرين، وصلة الرَّحم بأربعة وعشرين»([8])، أي الصَّدقة بعشر حسنات، والقرض بثماني عشرة حسنة، وصلة الإخوان بعشرين حسنة، وصلة الرَّحم بأربعٍ وعشرين حسنة، والحسنة هنا هي الثَّواب من الله تعالى.

الموضوع السابق

الموضوع التالي