الدرس 1201 _كتاب الصوم 1
كتاب الصَّوم (1)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) ذكر جماعة كثيرة من الأعلام أنَّ للصَّوم فوائد كثيرة، نذكر جُملةً منها:
الأُولى: أنَّ الصَّوم من أفضل الطَّاعات، وأشرف العبادات، ولو لم يكن فيه إلاَّ الارتقاء من حضيض حظوظ النَّفس البهيميّة إلى ذروة التَّشبُّه بالملائكة الرُّوحانيّة لكفى به فضلاً ومنقبةً.
والرِّوايات الواردة بذلك أكثر من أن تُحصى، وبها يظهر علوّ مرتبته ظهور الشَّمس في رابعة النَّهار:
منها: حسنة زرارة عن أبي جعفر (عليه السلام) «قَاْل: بُني الإسلام على خمسة أشياء: على الصَّلاة، والزَّكاة، والصَّوم، والحجّ، والولاية، وقال رسول الله (ص): الصَّوم جُنَّة مِنَ النَّار»[1].
ومنها: موثَّقة إسماعيل بن أبي زياد السكونيّ عن أبي عبد الله (عليه السلام) عن آبائه (عليهم السلام) «أنَّ النَّبيّ (ص) قال لأصحابه: ألا أُخبركم بشيءٍ، إنْ أنتم فعلتموه تباعد الشَّيطان منكم كما تباعد المشرق من المغرب؟ قالوا: بلى، قَاْل: الصَّوم يُسوِّد وجهه، والصَّدقة تكسر ظهره، والحبّ في الله والمُؤازرة على العمل الصَّالح يقطع دابره، والاستغفار يقطع وتينه، ولكلِّ شيء زكاة، وزكاة الأبدان الصِّيام»[2].
ومنها: رواية مسعدة بن صدقة عن أبي عبد الله (عليه السلام) «قال: نوم الصَّائم عبادة، ونفَسه تسبيح»[3].
وهي ضعيفة بعدم وثاقة مسعدة بن صدقة، ولكنَّها معتبرة في قُرب الإسناد، حيث رواها عن الحسن بن ظريف عن الحُسَين بن علوان عن جعفر (عليه السلام)، عن أبيه (عليه السلام).