الدرس 200 _كتاب الصدقة 4
الدرس 200 / الخميس: 27 تشرين1 2022
قال الشهيد الأول (رحمه الله) في الدروس: وكذا في أوَّل اللَّيل للحاضر والمسافر (2)
(2) يُستفاد ذلك من الرِّوايات الكثيرة، بلِ استفاضت الرِّوايات في هذا المعنى:
منها: مرسلة الصَّدوق (رحمه الله) المتقدِّمة.
ومنها: مرسلة عليِ بن إسباط عمَّنْ رواه عن أبي عبد الله (عليه السلام) «قَاْل: كان بيني وبين رجل قسمة أرض، وكان الرَّجلُ صاحبَ نجومٍ، وكان يتوخَّى ساعة السُّعود، فيخرج فيها وأخرج أنا في ساعة النُّحوس، فاقتسمنا فخرج لي خير القسمين، إلى أن قال: فقلتُ: ألا أُحدِّثك بحديث حدَّثني به أبي؟! قَاْل: قَاْل رسول الله (ص): مَنْ سرَّه أن يدفع الله عنه نحسَ يومِه فَلْيفتتح يومه بصدقة يذهب الله بها عنه نحس يومه، ومَنْ أحبَّ أن يذهب الله عنه نحس ليلته فَلْيفتتح ليلته بصدقة يدفع عنه نحس ليلته، ثمَّ قلتُ: وإنِّي افتتحتُ خروجي بصدقة، فهذا خيرٌ لك من عِلْم النُّجوم»([1])، ولكنَّها ضعيفة بالإرسال.
ومنها: صحيحة هشام بن سالم «قَاْل: كان أبو عبد الله (عليه السلام) إذا أَعْتَم وذهب من اللَّيل شطرُه أخذ جِراباً فيه خبز ولحم والدَّراهم، فحَمَله على عُنُقه، ثمَّ ذَهَب به إلى أهل الحاجة من أهل المدينة، فيُقسِّمه فيهم وهم لا يعرفونه، فلمَّا مضى أبو عبد الله (عليه السلام) فقدوا ذلك، فعلموا أنّه كان أبا عبد الله (عليه السلام)»([2]).
قال الشهيد الأول (رحمه الله) في الدروس: ويُكره ردّ السَّائل، ولو كان على فرس(1)
(1) ففي صحيحة محمد بن مسلم «قال: قال أبو جعفر (عليه السلام): أعطِ السَّائل، ولو كان على ظهر فرس»([3]).
قال الشهيد الأول (رحمه الله) في الدروس: وخصوصاً ليلاً(1)
(1) ففي معتبرة السَّكونيّ عن أبي عبد الله (عليه السلام) «قَاْل: قَاْل رسولُ الله (ص): إذا طرقكم سائلٌ ذَكَر بليلٍ فلا تردُّوه»([4]).
قال الشهيد الأول (رحمه الله) في الدروس: وثواب إطعام الهوامّ والحِيتان عظيم(2)
(2) ففي رواية معلَّى بن خُنيس عن أبي عبد الله (عليه السلام) في حديث «أنَّه خرج، ومعه جِراب من خبز، فأتينا ظلَّة بني ساعدة، فإذا نحن بقوم نِيام فجعل يدسُّ الرَّغيف والرَّغيفَيْن، حتى أتى على آخرهم ثمَّ انصرفنا، فقلتُ: جعلت فداك! يعرف هؤلاء الحقّ؟ فقال: لو عرفوه لواسيناهم بالدِّقّة، والدِّقّة هي الملح إلى أن قال إنَّ عيسى بن مريم (عليه السلام) لمَّا مرَّ على شاطِئ البحر رمى بقرص من قوته في الماء، فقال له بعض الحواريين: يا روح الله وكلمته! لِمَ فعلت هذا؟ وإنَّما هو من قوتك! قَاْل: فقال: فعلتُ هذا لدابَّة تأكله من دواب الماء، وثوابه عند الله عظيم»([5])، وهي ضعيفة بمعلَّى بن خنيس.
وفي رواية كشف الغمّة نقلاً من كتاب الدَّلائل لعبد الله بن جعفر الحميريّ عن عليِّ بن الحسين (عليه السلام) «إنَّه كان في سفر يتغذَّى، وعنده رجلٌ، فأقبل غَزَالٌ في ناحية يتقمَّم، وكانوا يأكلون على سُفرةٍ في ذلك الموضع، فقال له عليُّ بن الحسين (عليه السلام): اُدنُ فكُلْ فأنت آمنٌ، فدنا الغَزَال فأقبل يتقمَّم من السُّفرة»([6])، وهي ضعيفة بالإرسال.
([1]) الوسائل باب 12 من أبواب الصدقة ح1.
([2]) الوسائل باب 14 من أبواب الصدقة ح1.
([3]) الوسائل باب 22 من أبواب الصدقة ح1.
([4]) الوسائل باب 17 من أبواب الصدقة ح1.
([5]) الوسائل باب 19 من أبواب الصدقة ح1.
([6]) الوسائل باب 19 من أبواب الصدقة ح4.