• الموقع : موقع سماحة اية الله الشيخ حسن الرميتي .
        • القسم الرئيسي : بحث الرجال .
              • القسم الفرعي : أقسام الخبر / بحث الرجال .
                    • الموضوع : الدرس 85 _ أقسام الخبر 5 .

الدرس 85 _ أقسام الخبر 5

وأمّا الحسن: فقد عرفت أنّ الشهيد الأوّل رحمه الله عرّفه في الذكرى: بأنّه «ما رواه الممدوح من غير نصّ على عدالته»[1].

واعترض عليه الشهيد الثاني رحمه الله في الرعاية: «بأنه يشمل: ما كان في طريقه، واحد كذلك، وإن كان الباقي ضعيفاً، فضلاً عن غيره... وبأنّه لم يقيّد الممدوح بكونه إمامياً، مع أنّه مراد... الخ»[2].

أقول: الصحيح في تعريفه، هو ما اتصل سنده إلى المعصوم عليه السلام بإمامي ممدوح مدحاً معتداً به، غير معارض بذمّ، من غير نصّ على عدالته مع تحقق ذلك في جميع مراتب رواة طريقه أو في بعضها، بأن كان فيهم واحد إمامي ممدوح غير موثّق مع كون الباقي من الطريق من رجال الصحيح، فيوصف الطريق بالحسن لأجل ذلك الواحد.

واحترزوا بكون الباقي من رجال الصحيح عمّا لو كان دونه، فإنّه ملحق بالمرتبة الدنيا، كما لو كان فيه واحد ضعيف، فإنّه يكون ضعيفاً.

وبالجملة، فيتبع أخسّ ما فيه من الصفات، حيث تتعدد.

ثمّ إنّه ينبغي التنبيه على أمور:

أحدها: ذكر جماعة من الأعلام، أنّه قد يطلق الحسن على ما كان رواته متّصفين بوصف الحسن إلى واحد معيّن، ثمّ يصير بعد ذلك ضعيفاً أو مرسلاً.

والإنصاف: أنّ هذا الإطلاق على خلاف المصطلح، بل الأنسب أن يقال: إنّه حسن إلى فلان.

ومنه تعرف حكم العلامة رحمه الله وغيره من الأعلام بكون طريق الفقيه إلى منذر بن جبير حسناً، مع أنّ الأعلام لم يذكروا حال منذر بمدح ولا قدح، وكذا طريقه إلى ادريس بن يزيد.

وأيضاً طريقه إلى سماعة بن مهران، حسن، مع أنّ سماعة واقفي ثقة. فهي حسنة إلى فلان فقط. وأمّا هو ومن بعده، فهي ساكتة عن ذلك.

وبالجملة، فالرواية ليست حسنة مطلقاً، بل إلى فلان المعيّن، كما ذكرنا ذلك في الصحيح.

ثانيها: قد عرفت أنّ المدح لا بدّ أن يكون معتدّاً به، ولا يكفي مطلق المدح. والمراد بالمدح المعتدّ به ما له دخل في قوّة السند.

وتوضيح ذلك: إنّ من المدح ما له دخل في قوّة السند وصدق القول مثل صالح وخيّر، ومثل ما ورد في حقّ إبراهيم بن هاشم من أنّه أوّل من نشر حديث الكوفيين في قمّ مع تشدّد أهل قمّ في أمر الرواية، ونحو ذلك من هذه العبائر.

ومنه: ما لا دخل له في السند، بل في المتن، مثل فهيم وحافظ ونحوهما.

ومنه: ما لا دخل له فيهما، مثل شاعر، وقارىء، وعارف بالأنساب، ونحو ذلك.

والذي يفيد في كون السند حسناً هو الأوّل.

أمّا الثاني، فقد يفيد في الترجيح بعد إثبات حجّية الخبر بصحّة أو حسن أو موثقية، وإن كان الأقوى عندنا أنّه لا يفيد في الترجيح أيضاً.

وأمّا الثالث، فلا عبرة به وإنّما يمدح به الإنسان لزيادة الكمال.

وأمّا قول الأعلام: إنّه أديب، أو عارف باللغة، أو النحو والبلاغة، وأمثال ذلك، فهو يدخل في القسم الثاني، كما لا يخفى.

ثالثها: أنّ المدح قد يجامع القدح بغير فساد المذهب، ولا منافاة بين أن يكون ممدوحاً من جهة ومقدوحاً من جهة أخرى، كما لو قيل: (إنّ فلاناً صالح أو خيّر أو شيخ إجازة ولكنّه رديء الحافظة)، فإنّ هذا لا ينافي كونه حسناً، لأنّ الذمّ راجع إلى غير جهة السند.

ولو قيل: (إنّ فلاناً يروي عن المجاهيل كثيراً، ولكنّه جيد الفهم)، فلا ينفع في الحسن، لأنّ المدح يعود إلى جانب متن الرواية، ولا يتعلّق بقوّة السند.

ولو قيل: (إنّ فلاناً من مشايخ الإجازة، ولكنّه يروي عن المجاهيل)، فهذا يدخل في التعارض، لأنّ كلاً من الصفتين لهما تعلّق بجانب السند لا المتن، فلا بدّ من الفحص بما يحصل معه الاطمئنان من تقدم المدح على الذمّ أو بالعكس.

 

[1] الذكرى، ج1، ص48.

[2] الرعاية في علم الدراية، ص81.


  • المصدر : http://www.al-roumayte.com/subject.php?id=2167
  • تاريخ إضافة الموضوع : الخميس: 27-04-2017
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29