• الموقع : موقع سماحة اية الله الشيخ حسن الرميتي .
        • القسم الرئيسي : بحث الرجال .
              • القسم الفرعي : التضعيفات العامة / بحث الرجال .
                    • الموضوع : الدرس 99 _ التضعيفات العامة 10 .

الدرس 99 _ التضعيفات العامة 10

لا زال الكلام في أصناف المغالين الأحد عشر التي ذكرها الشهرستاني في الملل والنحل.

ثم ذكر الشهرستاني الصنف الرابع من المغالين قال:
المنصورية: «أصحاب أبى منصور العَجلي، وهو الذي عزا نفسه إلى أبى جعفر محمد بن على الباقر في الأول، فلما تبرأ منه الباقر وطرده، زعم أنه هو الإمام ودعا الناس إلى نفسه، ولما توفى الباقر قال: انتقلت الإمامة إلي، وتظاهر بذلك وخرجت جماعة منهم بالكوفة في بنى كِندة حتى وقف يوسف بن عمر الثقفي -وَالي العراق في أيام هشام بن عبد الملك- على قصته وخبث دعوته، فأخذه وصلبه.
زعم أبو منصور العجلي أن علياً رضيَ الله عنه هو الكسف الساقط من السماء، وربما قال: الكسف الساقط من السماء هو الله تعالى؛ وزعم حين ادّعى الإمامة لنفسه أنه عرج به إلى السماء ورأى معبوده، فمسح بيده رأسه وقال با بني انزل فبلّغ عني، ثم أهبطه إلى الأرض فهو الكسف الساقط من السماء؛ وزعم أيضاً أنّ الرسل لا تنقطع أبداً، والرسالة لا تنقطع؛ وزعم أنّ الجنة رجلٌ، أُمرنا بموالاته، وهو إمام الوقت، وأنّ النار رجلٌ، أُمرنا بمعاداته، وهو خصم الإمام؛ وتأوّل المحرمات كلها على أسماء رجالٍ أَمرنا الله تعالى بمعاداتهم؛ وتأوّل الفرائض على أسماء رجالٍ أُمرنا بموالاتهم؛ واستحلّ أصحابه قتل مخالفيهم، وأخذ أموالهم، واستحلال نسائهم، وهم صنفٌ من الخُرُّمية، وإنما مقصودهم من حمل الفرائض والمحرمات على أسماء رجال هو أنّ من ظَفَرَ بذلك الرجل وَعَرَفَه فقد سقط عنه التكليف وارتفع الخطاب، إذْ قد وصل إلى الجنة وَبَلَغَ الكمال؛ ومما أبدعه العجلي أنه قال: إنّ أول ما خلق الله تعالى هو عيسى بن مريم عليه السلام ثم علي بن أبي طالب كرّم الله وجهه»[1]. (انتهى كلامه)

ثم ذكر الشهرستاني الصنف الخامس من المغالين قال:
الخطّابيّة: «أصحاب أبي الخطّاب محمد بن أبي زينب الأسدي الأجدع، مولى بني أسد، وهو الذي عزا نفسه إلى أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق رضي الله عنه؛ فلما وقف الصادق على غلوِّه الباطل في حقه، تبرأ منه ولعنه، وأمر أصحابه بالبراءة منه، وشدّد القول في ذلك، وبالغ في التَبَرّي منه واللعن عليه، فلما اعتزل عنه ادّعى الإمامة لنفسه؛ زعم أبو الخطّاب أن الأئمة أنبياء، ثم آلهة، وقال بإلاهية جعفر بن محمد، وإلاهية آبائه رضيَ الله عنهم، وهم أبناء الله وأحباؤه، والإلهية نورٌ في النبوة، والنبوة نورٌ في الإمامة، ولا يخلوا العالم من هذه الآثار والأنوار؛ وزعم أنّ جعفراً هو الإلَه في زمانه، وليس هو المحسوس الذي يرونه، ولكن لمّا نزل إلى هذا العالم لبس تلك الصورة فرآه الناس فيها؛ ولما وقف عيسى بن موسى صاحب المنصور على خبث دعوته قتله بسبخة الكوفة»[2]. (انتهى كلامه)

أقول: وردت روايات كثيرة في ذمّ أبي الخطّاب محمد بن أبي زينب الأسدي ذكرها الكشّي (رحمه الله):
منها: رواية عيسى بن أبي منصور، قال: «سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) وذكر أبا الخطاب فقال: اللهم العن أبا الخطاب فإنه خوّفني قائماً وقاعداً وعلى فراشي، اللهم أَذقه حَرَّ الحديد»[3]. هذه الرواية ضعيفة بعدم وثاقة الحسين بن موسى.
ومنها: رواية بشير الدهان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «كتب أبو عبد الله (عليه السلام) إلى أبي الخطاب بلغني أنك تزعم أن الزنا رجلٌ، وأنّ الخمر رجلٌ، وأنّ الصلاة رجلٌ، وأنّ الصيام رجلٌ، وأنّ الفواحش رجلٌ، وليس هو كما تقول، أنا أَصْلُ الحق، وفروع الحق طاعة الله، وعدونا أصل الشر، وفروعهم الفواحش، وكيف يُطاع من لا يُعرف، وكيف يُعرف من لا يُطاع»[4]. هذه الرواية ضعيفة بعدم وثاقة بشير الدهان.
ومنها: موثقة معمر بن خلّاد، قال: «قال أبو الحسن (عليه السلام): إنّ أبا الخطاب أَفْسَدَ أهل الكوفة، فصاروا لا يصلّون المغرب حتى يغيب الشفق، ولم يكن ذلك، إنما ذاك للمسافر وصاحب العلة. وقال: إن رجلاً سأل أبا الحسن (عليه السلام) فقال: كيف قال أبو عبد الله (عليه السلام) في أبي الخطاب ما قال ثم جاءت البراءة منه؟ فقال له: أكان لأبي عبد الله (عليه السلام) أن يستعمل وليس له أن يعزل»[5].
ومنها: رواية عمران بن علي، قال : «سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: لعن الله أبا الخطاب، ولعن من قُتل معه، ولعن من بقيَ منهم، ولعن الله من دخل قلبه رحمةً لهم»[6]. هذه الرواية ضعيفة بعدم وثاقة يحيَ الحلبي.
ومنها: رواية يونس بن عبد الرحمن، عن رجل، قال: «قال أبو عبد الله (عليه السلام): كان أبو الخطاب أحمق فكنت أحدثه فكان لا يحفظ، وكان يزيد من عنده»[7]. هذه الرواية ضعيفة بالإرسال وبعدم وثاقة جبريل بن أحمد.
وكذا غيرها من الروايات حدّ التواتر المعنوي والتي لا تحتاج إلى البحث في السند.

ثم ذكر الشهرستاني الصنف السادس من المغالين قال:
الكيّاليّة: «أتباع احمد بن الكيال، وكان من دعاة واحد من أهل البيت بعد جعفر بن محمد الصادق، وأظنه من الأئمة المستورين، ولعله سمع كلمات علمية فخلطها برأيه الفائل، وفكره العاطل، وأبدع مقالة في كل باب علمي، على قاعدة غير مسموعة ولا معقولة، وربما عاند الحسن في بعض المواضع، ولما وقفوا على بدعته، تبرءوا منه ولعنوه وأمروا شيعتهم بمنابذته وترك مخالطته، ولما عرف الكيال ذلك منهم صرف الدعوة إلى نفسه وادّعى الإمامة أولاَ، ثم ادّعى أنه القائم ثانياً»[8]. (انتهى كلامه) 

ثم ذكر الشهرستاني الصنف السابع من المغالين قال:
الهشامية: «أصحاب الهشامين هشام بن الحكم، صاحب المقالة في التشبيه؛ وهشام بن سالم الجواليقي، الذي نسج على منواله في التشبيه.
وكان هشام بن الحكم من متكلمي الشيعة، وجرت بينه وبين أبي الهذيل مناظرات في علم الكلام: منها في التشبيه، ومنها في تعلق علم الباري تعالى؛ حكي ابن الراوندي عن هشام أنّه قال: إنّ بين معبوده وبين الأجسام تشابهاً ما، بوجه من الوجوه، ولولا ذلك لما دلت عليه؛ وحكى الكعبي عنه أنّه قال: هو جسمٌ، ذو أبعاضٍ، له قَدَرٌ من الأقدار، ولكن لا يشبه شيئاً من المخلوقات، ولا يشبهه شيءٌ.
ونُقل عنه أنه قال: هو سبعة أشبار، بشبر نفسه، وأنّه في مكانٍ مخصوصٍ، وَجِهةٍ مخصوصةٍ، وأنّه يتحرك، وحركته فعله، وليست من مكان إلى مكان.
وقال: هو متناهٍ بالذات، غير متناهٍ بالقدرة.
وحكى عنه أبو عيسى الوراق أنه قال: إنّ الله تعالى مماس لعرشه، لا يفضل منه شيءٌ عن العرش، ولا يفضل من العرش شيءٌ عنه. (إلى أن قال): وقال هشام بن سالم أنّه تعالى على صورة انسان، أعلاه مجوَّف، وأسفله مصمَّت، وهو نور ساطع يتلألأ، وله حواس خمس ويد ورجل وانف واذن وفم، وله وَفْرَةٌ سوداء، هي نورٌ أسود، لكنه ليس بلحمٍ ولا دمٍ.
وقال هشام بن سالم الاستطاعة بعض المستطيع؛ وقد نُقل عنه أنه أجاز المعصية على الأنبياء مع قوله بعصمة الأئمة، ويفرق بينهما بأنّ النبي يوحى إليه فينَبَّه على وجه الخطأ، فيتوب عنه، والإمام لا يوحى إليه فتجب عصمته»[9]. (انتهى كلامه) 
إلى غير ذلك من الأقاويل الفاسدة التي نسبها إليهما، وهما بريئان منها، براءة الذئب من دم يوسف.
أما تتمة الكلام عن الهشامين، فيأتي إن شاء الله في الدرس القادم.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] الملل والنحل للشهرستاني: ج1، ص179.
[2] الملل والنحل للشهرستاني: ج1، ص180.
[3] إختيار معرفة الرجال (رجال الكشي) للشيخ الطوسي (رحمه الله): ج2، ص575، ح409.
[4] إختيار معرفة الرجال (رجال الكشي) للشيخ الطوسي (رحمه الله): ج2، ص577، ح512.
[5] إختيار معرفة الرجال (رجال الكشي) للشيخ الطوسي (رحمه الله): ج2، ص582، ح518.
[6] إختيار معرفة الرجال (رجال الكشي) للشيخ الطوسي (رحمه الله): ج2، ص584، ح521.
[7] إختيار معرفة الرجال (رجال الكشي) للشيخ الطوسي (رحمه الله): ج2، ص584، ح522.
[8] الملل والنحل للشهرستاني: ج1، ص181.
[9] الملل والنحل للشهرستاني: ج1، ص184.


  • المصدر : http://www.al-roumayte.com/subject.php?id=1442
  • تاريخ إضافة الموضوع : الخميس: 14-12-2017
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 12