• الموقع : موقع سماحة اية الله الشيخ حسن الرميتي .
        • القسم الرئيسي : كتاب الصلاة .
              • القسم الفرعي : مبحث الاذان والاقامة / بحث الفقه .
                    • الموضوع : الدرس300 _الاذان والاقامة 2 .

الدرس300 _الاذان والاقامة 2

ثمَّ إنَّ الفرق بين أذان الصَّلاة وأذان الإعلام أمران:

الأوَّل: أنَّ أذان الصَّلاة كالإِقامة أمر عبادي، وذلك للتسالم بين الأعلام، فإنَّه لا يصحّ عندهم إلاَّ بقصد القربة.

وأمَّا أَذَان الإعلام فإنَّه لا يُعتبر فيه قصد القربة، كما صرَّح بذلك جماعة من الأعلام، منهم صاحب الجواهر R، فإنَّ الغاية منه ­ وهي الإعلام ­ تحصل بدون ذلك.

ثمَّ لو شككنا في التعبديَّة والتوصليَّة فالأصل اللفظي هو التوصليَّة، كما ذكرنا في محلِّه، كما أنَّ الأصل العملي، أي البراءة الشرعيَّة يقتضي أنه إذا شكّ في الوجوب الشرطيّ، وهو قصد القربة في الأَذان الإعلامي فيدفع بالبراءة الشرعيَّة من حديث الرفع، ونحوه.

نعم، لا تجري البراءة العقليَّة لعدم احتمال العقاب على كلّ حال، لأن الأَذان مستحبّ ويجوز تركه من أوَّل الأمر.

الأمر الثاني: أنَّه يعتبر في أَذَان الإعلام أنَّ يكون أوَّل الوقت، لأنَّه شرع للإعلام بدخوله، فلا يجوز قبله.

نعم، استَثنى جماعة من الأعلام صورة واحدة وهي الإتيان به قبل الفجر للإعلام، وسنتكلم عنها إن شاء الله تعالى.

و أمَّا أذان الصَّلاة فمتصل بها، وإن كان في آخر الوقت.

(1) المعروف والمشهور بين الأعلام أنَّ الأَذان ثمانية عشر فصلاً.

وفي المدارك: «هذا مذهب الأصحاب لا أعلم فيه مخالفاً»، وفي الذكرى نسبته إلى عَمْل الأصحاب، وفي التذكرة والمحكي عن نهاية الأحكام نسبته إلى علمائنا.

ويدلُّ عليه الأخبار الكثيرة:

منها: معتبرة أبي بكر الحضرمي، وكُلَيْب الأسدي جميعاً، عن أبي عبد الله N «أنَّه حكى لهما الأَذان، فقال: الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، أشهد أنْ لا إله إلاَّ الله، أشهد أنْ لا إله إلاَّ الله، أشهد أنَّ محمَّداً رسول الله، أشهد أنَّ محمَّداً رسول الله، حيَّ على الصَّلاة، حيَّ على الصَّلاة، حيَّ على الفلاح، حيَّ على الفلاح، حيَّ على خير العمل، حيَّ على خير العمل، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلاَّ الله، لا إله إلاَّ الله، والإِقامة كذلك»[i]f234.

والرِّواية معتبرة، فإنَّ أبا بكر الحضرمي وكُلَيْب الأسدي ممدوحان مدحاً معتدّاً به، وهي واضحة جدّاً، إلاَّ أنَّ ذَيْلها ­ وهو قوله: «والإِقامة كذلك» ­ لا يخلو من تشويش، لأنَّ من مقوِّمات الإِقامة قَوْل: قد قامتِ الصَّلاة مرتَيْن.

ومن هنا يحتمل أن تكون هذه الفقرة من كلام الرَّاوي معطوفاً على الأَذان، فمعناه أنَّه N حكى الإِقامة أيضاً كالأَذان مفصَّلاً، ولكنَّ الرَّاوي لم يتعرَّض لتفصيلها لوضوحه عندهم.

ولكنَّ سَوْق العبارة يشهد بأنَّه من كلام الإمام N، ولكنَّه لم يتعرَّض لقَوْل: قد قامتِ الصَّلاة، تعويلاً على وضوحه، فعلى هذا تكون فصول الإِقامة عشرين أكثر من الأَذان بفصلَيْن، وهما قد قامتِ الصَّلاة مرتَيْن، وهو مخالف لإجماع الأعلام.

ولكنَّ هذا لا يضرُّ بصحَّة الاستدلال بالرِّواية، لِمَا عرفت من إمكان التفكيك بين عبارات الرِّواية، وقد تقدَّم نظير ذلك.

ومنها: موثَّقة إسماعيل الجُعْفِي «قال: سمعتُ أبا جعفر N يقول: الأَذان والإِقامة خمسة وثلاثون حرفاً، فعدَّ ذلك بيده واحداً واحداً: الأَذان ثمانية عشر حرفاً، والإِقامة سبعة عشر حرفاً»[ii]f235.

والظَّاهر أنَّ المراد من إسماعيل الجعفي هو ابن جابر بقرينة قول النجاشي: «إسماعيل بن جابر روى حديث الأَذان، له كتاب...»، وقد وثَّقه الشَّيخ R في رجاله.

نعم، هذه الموثَّقة ليست واضحةً من حيث الكيفيَّة، إلاَّ أنَّ هذا لا يقدح في الاستدلال بها بعد معروفيَّة كيفيَّة الأَذان والإِقامة عند المؤمنين من كون الأَذان أوَّله التكبير أربعاً والباقي مثنى مثنى، والإِقامة كلّها مثنى مثنى إلاَّ التهليل مرَّة، مع إضافة قد قامتِ الصَّلاة مرتَيْن بعد حيَّ على خير العمل.

ومنها: صحيحة زرارة عن أبي جعفر N «قال: قال: يا زرارة! تفتح الأَذان بأربع تكبيرات وتختمه بتكبيرتين وتهليلتين»[iii]f236، وهي صحيحة بطريق الشَّيخ R، وإن كانت ضعيفة بطريق الكليني، لأنَّ محمَّد بن إسماعيل الذي يروي عنه الكُلَيْني هو البندقي النيشابوري المجهول.

ومنها: رواية المعلَّى بن خُنَيْس، وهي مثل معتبرة أبي بكر الحضرمي، وكُلَيْب الأسدي، إلاَّ أنَّه لا يوجد في ذَيْلها والإِقامة كذلك)[iv]f237، ولكنَّها ضعيفة بالمعلَّى بن خُنَيْس.

نعم، قد ينافي هذه الأخبار جملة من الرِّوايات دلَّت على أنَّ الأَذان كلّه مثنى مثنى، فيكون ستة عشر فصلاً:

منها: صحيحة صفوان الجمَّال «قال: سمعتُ أبا عبد الله N يقول: الأَذان مثنى مثنى، والإِقامة مثنى مثنى»[v]f238.

ومنها: صحيحة عبد الله بن سنان «قال: سألتُ أبا عبد الله N عن الأَذان، فقال: تقول: الله أكبر الله أكبر، أشهد أنْ لا إله إلاَّ الله، أشهد أنْ لا إله إلاَّ الله، أشهد أنَّ محمَّداً رسول الله، أشهد أنَّ محمداً رسول الله، حيَّ على الصَّلاة، حيَّ على الصَّلاة، حيَّ على الفلاح، حيَّ على الفلاح، حيَّ على خير العمل، حيَّ على خير العمل، الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله لا إله إلا الله»[vi]f239.

 

[i] الوسائل باب 19 من أبواب الأَذان والإِقامة ح9.

[ii] الوسائل باب 19 من أبواب الأَذان والإِقامة ح1.

[iii] الوسائل باب 19 من أبواب الأَذان والإِقامة ح2.

[iv] الوسائل باب 19 من أبواب الأَذان والإِقامة ح6.

[v] الوسائل باب 19 من أبواب الأَذان والإِقامة ح4.

[vi] الوسائل باب 19 من أبواب الأَذان والإِقامة ح5.


  • المصدر : http://www.al-roumayte.com/subject.php?id=410
  • تاريخ إضافة الموضوع : الثلاثاء: 08-03-2016
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 04 / 27