• الموقع : موقع سماحة اية الله الشيخ حسن الرميتي .
        • القسم الرئيسي : بحث الرجال .
              • القسم الفرعي : التوثيقات الضمنية (العامة) / بحث الرجال .
                    • الموضوع : الدرس 47 _ التوثيقات العامة (الضمنية) 14 .

الدرس 47 _ التوثيقات العامة (الضمنية) 14

ومنها: ما ذكره الكشي رحمه الله أيضاً بسنده عن محمد بن قولويه قال: حدثني سعد بن عبد الله، قال: حدّثني أبو جعفر أحمد بن محمد بن عيسى عن رجلٍ عن علي بن الحسين بن داود القمّي قال: «سمعت أبا جعفر الثاني  عليه السلام يذكر صفوان بن يحيى ومحمد بن سنان بخير، وقال: رضي الله عنهما برضاي عنهما فما خالفاني قط. هذا بعد ما جاء عنه فيهما ما قد سمعته من أصحابنا»[1].

وهي وإن أفادت المدح، ولكنّها ضعيفة بالإرسال أو بالقطع وبجهالة علي بن الحسين بن داود القمي.

ومنها: ما رواه الكشي رحمه الله أيضاً بسنده عن حمدويه قال: حدثنا أبو سعيد الآدمي، عن محمد بن مرزبان، عن محمد بن سنان، قال: «شكوت إلى الرضا  عليه السلام وجع العين، فأخذ قرطاساً فكتب إلى أبي جعفر  عليه السلام، وهو أقل من نيتي، فدفع الكتاب إلى الخادم وأمرني أن أذهب معه وقال: أكتم، فأتيناه وخادم قد حمله، قال: ففتح الخادم الكتاب بين يدي أبي جعفر  عليه السلام، فجعل أبو جعفر  عليه السلام ينظر في الكتاب ويرفع رأسه إلى السماء، ويقول: ناجٍ ففعل ذلك مراراً، فذهب كلّ وجع في عيني، وأبصرت بصراً لا يبصره أحد... الخ»[2].

وهي أيضاً تفيد المدح الشديد، إلاّ أنّها ضعيفة بأبي سعيد الآدمي       ­ سهل بن زياد ­، وبمحمد بن مرزبان، فإنّه مجهول. مضافاً إلى أنّه نفسه راويها وهذا قدح آخر في الرواية.

السادس: ما ذكره العلاّمة رحمه الله في المختلف في مسألة الرضاع فبعد أن نقل رواية فيها محمد بن سنان قال: «لا يقال إنّ في طريقها محمد بن سنان وفيه قول ­ إلى إن قال ­ لأنا نقول: قد بينا رجحان العمل برواية محمد بن سنان في كتاب الرجال... الخ»[3].

وفيه: ما ذكرناه في أكثر من مناسبة، من أنّ توثيقات المتأخرين لا تفيد.

والإنصاف: أنّ الرجل ضعيف للوجوه المتقدمة.

وأمّا أدلّة التوثيق والمدح، فهي لا تنهض في مقابل تلك الوجوه القويّة.

وأمّا القول بأنّ نسبة التضعيف إلى محمد بن سنان نشأت من جهة رميه بالغلوّ لا الضعف المطلق، ففي غير محلّه، بل هو خلاف الظاهر جدّاً.

ثمّ إنّه لو سلّمنا أنّ الأمور التي استدلّ بها على توثيقه تامّة، فالجرح حينئذٍ مقدّم على التوثيق، لما تقدم في أكثر من مناسبة.

وعلى القول بعدم التقديم، فيقع التعارض بين الأدلّة، وبعد تساقطها، فيصبح الرجل مجهول الحال، فلا يعمل برواياته. والله العالم.

 

الحادي عشر: المعلّى بن خنيس

اختلف الأعلام أيضاً في وثاقته وعدمها، فذهب كثير منهم إلى الوثاقة، وذهب جمع آخر إلى عدمها، وهو الصحيح عندنا.

ولكي يتضح الحال، لا بدّ من ذكر الأدلّة على وثاقته، ثمّ نعقّبه بذكر الأدلّة على ضعفه.

إذا عرفت ذلك، فقد استدلّ لوثاقته بعدّة أمور:

الأوّل: ما ذكره الشيخ رحمه الله في كتاب الغيبة، حيث قال: «وكان من قوام أبي عبد الله  عليه السلام، وإنّما قتله داود بن علي بسببه، وكان محموداً عنده، ومضى على منهاجه، وأمره مشهور... الخ»[4].

وهذا دليلٌ قوي على جلالته، بل ووثاقته.

الثاني: وقوعه في تفسير علي بن إبراهيم.

وفيه: ما ذكرناه في أكثر من مناسبة، أنّه إذا لم يكن من مشايخه المباشرين فلا ينفع، ومعلّى بن خنيس ليس من مشايخه المباشرين كما هو واضح.

الثالث: رواية الأجلاّء عنه، مثل حمّاد بن عثمان، وعبد الله بن مسكان، وجميل بن دراج، وابن أبي عمير، وهشام بن سالم وغيرهم.

وفيه: أنّ رواية الأجلاّء عن شخص لا تدلّ على الوثاقة.

نعم، قد يدلّ ذلك على كون الشخص من المعاريف الكاشف ذلك عن وثاقته، ولكن حيث لا يكون ما يدلّ على القدح كما في مقامنا، فإنّه قد ورد فيه الذمّ، كما سيأتي إن شاء الله تعالى.

الرابع: الروايات الكثيرة الواردة في مدحه:

منها: ما رواه الشيخ رحمه الله في كتاب الغيبة عن أبي بصير قال: «لمّا قتل داود بن علي المعلّى بن خنيس فصلبه، عظم ذلك على أبي عبد الله  عليه السلام واشتدّ عليه، وقال له: يا داود! على ما قتلت مولاي وقيّمي في مالي وعلى عيالي؟ والله إنّه لأوجه عند الله منك... الخ»[5].

ولكنّها ضعيفة بالإرسال.

ومنها: ما رواه الكليني رحمه الله بسنده عن المسمعي قال: «لمّا قتل داود بن علي المعلّى بن خنيس قال أبو عبد الله  عليه السلام: لأدعونّ الله على من قتل مولاي وأخذ مالي، فقال له داود بن علي: إنّك لتهدّدني بدعائك. قال حمّاد: قال المسمعي. فحدثني معتّب أنّ أبا عبد الله  عليه السلام لم يزل ليلته راكعاً وساجداً فلمّا كان في السحر سمعته يقول وهو ساجد: (اللهم إنّي اسألك بقوّتك القوية وبجلالك الشديد الذي كلّ خلقك له ذليل أن تصلّي على محمد وأهل بيته وأن تأخذه الساعة الساعة) فما رفع رأسه حتى سمعنا الصيحة في دار داود بن علي، فرفع أبو عبد الله  عليه السلام رأسه وقال: إنّي دعوت الله بدعوة بعث الله عز وجلّ عليه ملكاً فضرب رأسه بمرزبة من حديد انشقت منها مثانته فمات»[6].

وهي ضعيفة بجهالة المسمعي.

ومنها: ما رواه في الكافي أيضاً عن الوليد بن صبيح قال: «جاء رجلٌ إلى أبي عبد الله  عليه السلام يدّعي على المعلّى بن خنيس ديناً عليه، فقال: ذهب بحقّي، فقال له أبو عبد الله  عليه السلام: ذهب بحقك الذي قتله، ثمّ قال للوليد: قم إلى الرجل فاقضه من حقّه فإنّي أريد أن أبرّد عليه جلده الذي كان بارداً»[7].

وهي حسنة.

ومنها: حسنته الأخرى عن أبي عبد الله  عليه السلام أنّه قال: «دخلت عليه يوماً فألقى أليّ ثياباً وقال: يا وليد ردّها على مطاويها، فقمت بين يديه، فقال أبو عبد الله  عليه السلام: رحم الله المعلّى بن خنيس، فظننت أنّه شبّه قيامي بين يديه بقيام المعلّى بين يديه، ثمّ قال: أفّ للدنيا أفّ للدنيا إنّما الدنيا دار بلاء يسلّط الله فيها عدوّه على وليّه وإنّ بعدها داراً ليست هكذا، فقلت: جعلت فداك وأين تلك الدار؟ فقال: هٰهنا وأشار بيده إلى الأرض»[8].

ومنها: ما رواه الكشي رحمه الله عن إسماعيل بن جابر قال: «كنت مع أبي عبد الله  عليه السلام مجاوراً بمكة فقال لي: يا إسماعيل أخرج حتى تأتي مرّاً أو عسفان، (فتسأل) فسل هل حدث بالمدينة حدث قال: فخرجت حتى أتيت مرّا فلم ألقَ أحداً ثمّ مضيت حتى أتيت عسفان فلم يلقني أحد.

فارتحلت من عسفان فلمّا خرجت منها لقيني عير تحمل زيتاً من عسفان، فقلت لهم: هل حدث بالمدينة حدث، قالوا: لا، إلاّ قتل هذا العراقي الذي يقال له المعلّى بن خنيس.

قال: فانصرفت إلى أبي عبد الله  عليه السلام فلمّا رآني قال لي: يا إسماعيل قتل المعلّى بن خنيس؟ فقلت: نعم، قال: أما والله لقد دخل الجنّة»[9].

وهي صحيحة، وكذا غيرها من الروايات، ولا إشكال في دلالة هذه الروايات على المدح.

وأمّا ما استدلّ على ضعفه فعدّة أمور:

الأوّل: قول النجاشي رحمه الله: «معلّى بن خنيس أبو عبد الله مولى الصادق جعفر بن محمد  عليه السلام ومن قبله كان مولى بني أسد، كوفي، بزاز ضعيف جداً لا يعوّل عليه... الخ»[10].

الثاني: ما ذكره ابن الغضائري رحمه الله قال: «كان أوّل أمره مغيرياً ثمّ دعا إلى محمد بن عبد الله بن الحسن، وفي هذه الظّنة أخذه داود بن علي فقتله...ولا أرى الاعتماد على شيء من حديثه»[11].

الثالث: الروايات الواردة في ذمّه:

منها: ما رواه الكشي رحمه الله بسنده إلى حفص الأبيض التمّار قال: «دخلت على أبي عبد الله  عليه السلام أيام طلب المعلّى بن خنيس فقال لي: يا حفص إنّي أمرت المعلّى فخالفني فابتلي بالحديد.

إنّي نظرت إليه يوماً وهو كئيب حزين، فقلت: يا معلّى كأنّك ذكرت أهلك وعيالك قال: أجل، قلت: ادن منّي فدنا منّي، فمسحت وجهه فقلت: أين تراك؟ فقال: أراني في أهل بيتي وهي ذي زوجتي وهذا ولدي، (قال): فتركته حتى تملأ منهم واستترت منهم حتى نال ما ينال الرجل من أهله.

ثمّ قلت: ادن منّي فدنا مني، فمسحت وجهه، فقلت: أين تراك؟ فقال: أراني معك في المدينة، قال: قلت يا معلّى: إنّ لنا حديثاً من حفظه علينا حفظ الله عليه دينه ودنياه. يا معلّى لا تكونوا أسراء في أيدي الناس بحديثنا إن شاؤوا منّوا عليكم وإن شاؤوا قتلوكم، يا معلّى إنّه من كتم الصعب من حديثنا (جعله الله) جعل الله له نوراً بين عينيه وزوّده القوّة في الناس ومن أذاع الصعب من حديثنا لم يمت حتى يعضّه السلاح أو يموت بخبل يا معلّى أنت مقتول فاستعد»[12].

ولكنها ضعيفة بعدّة أشخاص منهم موسى بن سعدان.

 

[1] اختيار معرفة الرجال، ج2، ص792، ح962.

[2] اختيار معرفة الرجال، ج2، ص849، ح1092.

[3] المختلف، ج7، ص8.

[4] الغيبة، ذكر الممدوحين من وكلاء الأئمة عليهم السلام ص210.

[5] الغيبة، ص210.

[6] الكافي ج2، باب الدعاء على العدو، ح5.

[7] الكافي، باب الدين، ج5، ح8 ص94.

[8] الكافي، ج8 ص304، ح469.

[9] اختيار معرفة الرجال، ح706، ص674­675.

[10] رجال النجاشي، ص417.

[11] رجال ابن الغضائري، ص87.

[12] اختيار معرفة الرجال، ج2، ح709، ص676.


  • المصدر : http://www.al-roumayte.com/subject.php?id=2117
  • تاريخ إضافة الموضوع : الخميس: 11-02-2016
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 16