• الموقع : موقع سماحة اية الله الشيخ حسن الرميتي .
        • القسم الرئيسي : كتاب الصلاة .
              • القسم الفرعي : نوافل الصلاة / بحث الفقه .
                    • الموضوع : الدرس8 _نوافل الصلاة 5 .

الدرس8 _نوافل الصلاة 5

(1) ما ذكره المصنِّف من الترتيب في الأفضليَّة ذكره جماعة من الأعلام منهم ابن بابويه في الفقيه، وفي المعتبر: «ركعتا الفجر أفضل من الوتر، ثمَّ نافلة المغرب، ثمَّ صلاة الليل»، وفي الخلاف: «ركعتا الفجر أفضل من الوتر بإجماعنا...»، وقال ابن أبي عقيل: «فأوكدها الصلوات التي تكون بالليل، لا رخصة في تركها في سفر، ولا حضر...»، وفي المدارك: «أفضل الرواتب صلاة الليل، لكثرة ما ورد فيها من الثواب...، ثمَّ صلاة الزوال...، ثمَّ نافلة المغرب، ثمَّ ركعتا الفجر...».

أقول: الأخبار الواردة في فضل كلٍّ منها كثيرة، بحيث يصعب على الإنسان تعيين أفضليَّة واحدٍ منها على غيرها، وكذا الترتيب في الأفضليَّة الذي ذكره الشيخ الصدوق، وغيره.

أمَّا ما ورد من الروايات في فضل صلاة الليل فكثير:

منها: صحيحة معاوية بن عمّار عن أبي عبد الله عليه السلام «قال: قال النبي صلى الله عليه وآله لعليٍّ عليه السلام: أُوصيك في نفسك بخصال، فاحفظها، ثمَّ قال: اللهمَّ أعنه ­ إلى أن قال: ­ وعليك بصلاة الليل، وعليك بصلاة الليل، وعليك بصلاة الليل»[i]f44.

ومنها: ما رواه في الفقيه «قال: نزل جبرائيل عليه السلام على النبي صلى الله عليه وآله فقال له: يا جبرائيل! عظني؟ فقال: يا محمد! عشْ ما شئت فإنّك ميت، أحبب مَنْ شئت فإنَّك مفارقه، واعمل ما شئت فإنَّك ملاقيه، شرف المؤمن صلاته بالليل، وعزّه كفّ الأذى عن الناس»[ii]f45، ولكنَّها ضعيفة بالإرسال، ومثله ما ورد في حسنة هشام بن سالم عن أبي عبد الله عليه السلام؟؟[iii]f46.

ومنها: ما رواه في الفقيه أيضاً قال: «وروى بحر السقا عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إنَّ من روح الله سبحانه وتعالى ثلاثة: التهجّد بالليل، وإفطار الصائم، ولقاء الإخوان»[iv]f47، وهي ضعيفة أيضاً لجهالة بحر السقا.

ومنها: معتبرة عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليه السلام «قال: شرف المؤمن صلاته بالليل، وعزّ المؤمن كفّه عن أعراض النَّاس»[v]f48، والرواية معتبرة، لأنَّ سعدان بن مسلم الواقع في السند من المعاريف ما يكشف عن حسنه ووثاقته.

ومنها: رواية داود الصرمي «قال: سألته عن صلاة الليل والوتر، فقال: هي واجبة»[vi]f49، والمراد من الوجوب الثبوت، أي ثابتة مؤكَّدة، ولكنّها ضعيفة بعدم وثاقة داود الصرمي، وبالإضمار، وكذا غيرها من الروايات الكثيرة.

وأمَّا ما ورد في فضل ركعتي الفجر فكثير أيضاً:

منها: ما ورد من طرق العامّة حيث روت عائشة عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: «ركعتا الفجر خير من الدنيا، وما فيها»[vii]f50، وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله: «صلُّوهما ولو طردتكم الخيل»[viii]f51، وعن عائشة «لم يكن النبي صلى الله عليه وآله على شيءٍ من النوافل أشدّ معاهدة منه على ركعتين قبل الصبح»[ix]f52.

وأمَّا من طرقنا فمنها: ما رواه سعيد بن المسيب «أنّه سأل علي بن الحسين عليه السلام ­ إلى أن قال: ­ فكانت ملائكة النَّهار، وملائكة الليل، يشهدون مع رسول الله صلى الله عليه وآله صلاة الفجر فلذلك قال الله تبارك وتعالى: « وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا ]الإسراء: 78[، يشهده المسلمون، وتشهده ملائكة النَّهار وملائكة الليل»[x]f53.

وهذه الرواية رواها الصدوق في الفقيه مرسلةً، وفي العلل: مسندة، وعلى كل حالٍ فإنَّ سعيد بن المسيب لم تثبت وثاقته، فإن كلّ الأخبار الواردة في مدحه ضعيفة السند، وفي رواية مرسلة «أنَّه لم يصلِّ على عليّ بن الحسين، وقيل له: ألَا تصلِّي على هذا الرجل الصالح من آل البيت؟! قال: صلاة ركعتين أحبّ إلي من الصلاة على هذا الرجل».

وأمَّا نافلة المغرب فقد ورد فيها أخبار كثيرة:

منها: ما تقدَّم في صحيحة الحارث بن المغيرة المتقدِّمة حيث ورد فيها: «وأربع ركعات بعد المغرب، يا حارث، لا تدعهن في سفرٍ ولا حضرٍ»[xi]f54.

ومنها: روايته الثانية عن أبي عبد الله عليه السلام «قال: لا تدع أربع ركعاتٍ بعد المغرب في سفرٍ، ولا حضرٍ، وإن طلبتك الخيل»[xii]f55، ولكنّها ضعيفة بــــ عبد الله بن بحر.

وأمَّا ما ورد في فضل صلاة الزوال ­ أي: نافلة الظهر ­ فمنها: صحيحة معاوية بن عمَّار عن أبي عبد الله عليه السلام في وصيّة النبي صلى الله عليه وآله لعليٍّ عليه السلام «قال: وعليك بصلاة الزَّوال، وعليك بصلاة الزَّوال، وعليك بصلاة الزَّوال»[xiii]f56، وكذا غيرها من الأخبار.

 

[i] الوسائل باب 25 من أبواب أعداد الفرائض ونوافلها ح5.

[ii] من لا يحضره الفقيه: ج1/ص298 ح1363.

[iii] الوسائل باب 39 من أبواب بقية الصّلوات المندوبة ح27.

[iv] من لا يحضره الفقيه: ج1/ص298 ح1364.

[v] الوسائل باب 39 من أبواب بقية الصّلوات المندوبة ح2.

[vi] الوسائل باب 39 من أبواب بقية الصّلوات المندوبة ح15.

[vii] مسند أحمد: ج6/ص265، وصحيح مسلم ج1/ص501 ح725.

[viii] السنن الكبرى: ج2/471.

[ix] مسند أحمد: ج6/ص54، وصحيح مسلم ج1/ص501 ح724.

[x] الفقيه: ج1/ص291 ح1321.

[xi] الوسائل باب 13 من أبواب أعداد الفرائض ونوافلها ح9.

[xii] الوسائل باب 24 من أبواب أعداد الفرائض ونوافلها ح8.

[xiii] الوسائل باب 28 من أبواب أعداد الفرائض ونوافلها ح1.


  • المصدر : http://www.al-roumayte.com/subject.php?id=8
  • تاريخ إضافة الموضوع : الخميس: 30-01-2014
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 12