• الموقع : موقع سماحة اية الله الشيخ حسن الرميتي .
        • القسم الرئيسي : كتاب الصلاة .
              • القسم الفرعي : نوافل الصلاة / بحث الفقه .
                    • الموضوع : الدرس7 _نوافل الصلاة 4 .

الدرس7 _نوافل الصلاة 4

الأمر الثالث: ذكر جماعة من الأعلام منهم المصنّف في الذكرى: «أنّ النافلة قد تُتْرك لعذر، ومنه الهمّ والغمّ».

أقول: يدلّ على تركها للغمّ موثقة معمّر بن خلاّد عن أبي الحسن الرضا عليه السلام «أنّ أبا الحسن عليه السلام كان إذا اغتمّ ترك الخمسين»[i]f38، قال الشيخ في التهذيب: «يريد به تمام الخمسين لأن الفرائض لا يجوز تركها على كلِّ حال».

وأمّا تركها للهمّ فيدلّ عليه خبر علي بن أسباط عن عدّة من أصحابنا «أنّ أبا الحسن موسى عليه السلام كان إذا اهتم ترك النافلة»[ii]f39، ولكنّها ضعيفة بعدم وثاقة معلّى بن محمّد، وأمّا إرسالها فلا يضرّ، للاطمئنان بوجود الثقة في العدّة.

قال صاحب المدارك: «في الروايتَيْن قصور من حيث السند»، إلاّ أنّك عرفت أنّ رواية معمّر بن خلاد موثقة، إن لم تكن صحيحة، لأن معاوية بن حكيم، وإن كان فطحياً، إلا إنه رجع، لأن كل الفطحية رجعوا عن الفطحية إلى الإمامية، لأنهم لم يبقوا على الفطحية أكثر من ستين يوماً..

وممّا يؤيّد هذين الخبرين: ما رواه الكليني عن عليّ بن معبد أو غيره عن أحدهما عليهما السلام «قال: قال النبي صلى الله عليه وآله: إنّ للقلوب إقبالاً وإدباراً، فإذا أقبلتْ فتنفّلوا، وإذا أدبرتْ فعليكم بالفريضة»[iii]f40، وهو ضعيف بعدم وثاقة كلٍّ من معلّى بن محمّد، وعلي بن معبد.

ومثله عن أمير المؤمنين عليه السلام في نهج البلاغة: «إنّ للقلوب إقبالاً وإدباراً، فإذا أقبلت فاحملوها على النوافل، وإذا أدبرت فاقتصروا بها على الفرائض»[iv]f41، وهو ضعيف أيضاً بالإرسال.

ولا يخفى عليك أنّ الهمّ والغمّ موجبان لإدبارها، قال صاحب المدارك: «والأَولى أن لا تُتْرك النافلة بحالٍ للحثّ الأكيد عليها في النصوص المعتمدة، وقول أبي جعفر عليه السلام: وإن تارك هذا ­ يعني النافلة ­ ليس بكافر، ولكنّها معصية، لأنّه يستحب إذا عمل الرجل عملاً من الخير أن يدوم عليه[v]f42، وقول الصادق عليه السلام في صحيحة ابن سنان الواردة ­ في مَنْ فاته شيء من النوافل ­: إِنْ كَانَ شُغُلُه فِي طَلَبِ مَعِيشَةٍ لَا بُدَّ مِنْهَا، أَوْ حَاجَةٍ لأَخٍ مُؤْمِنٍ، فَلَا شَيْءَ عَلَيْه، وإِنْ كَانَ شُغُلُه لجمع الدنيا والتشاغل بِهَا عَنِ الصَّلَاةِ فَعَلَيْه الْقَضَاءُ، وإِلاَّ لَقِيَ الله سبحانه وتعالى وهو مستخفٌّ مُتَهَاوِن، مُضَيِّع لِحرمة رَسُولِ الله صلى الله عليه وآله»[vi]f43 انتهى كلامه رُفِع مقامه.

أقول: يمكن الجمع بين الأخبار بإرادة الترك أداءً وقضاءً في الصحيحَيْن اللذين ذكرهما صاحب المدارك، وإرادة الأداء خاصّة في موثقة معمّر بن خلاد، وخبر عليّ بن أسباط.

والمراد من المعصية في قوله عليه السلام: «وإن تارك هذا ­ يعني النافلة ­ ليس بكافرٍ، ولكنّها معصية» هو التأكيد على عدم تركها، لا أنّ تركها معصية يستحق العقاب عليه، وإلاّ لكانت واجبة، كما لايخفى.

هذا، وذكر المصنّف في الذكرى «أنّ الفرق بين الغمّ والهمّ: أنّ الأوّل لِمَا مضى، والهمّ لِمَا يأتي، وفي الصحاح: «الاهتمام: الاغتمام».

أقول: وأيضاً في مفردات الراغب: «الغمّ هو الكرب، أي: أمر يشقّ على الإنسان، والهمّ: هو الحزن الذي يذيب الإنسان».

 

[i] الوسائل باب 16 من أبواب أعداد الفرائض ونوافلها ح4.

[ii] الوسائل باب 16 من أبواب أعداد الفرائض ونوافلها ح5.

[iii] الوسائل باب 16 من أبواب أعداد الفرائض ونوافلها ح8.

[iv] الوسائل باب 16 من أبواب أعداد الفرائض ونوافلها ح11.

[v] الوسائل باب 14 من أبواب أعداد الفرائض ونوافلها ح1.

[vi] الوسائل باب 18 من أبواب أعداد الفرائض ونوافلها ح2.


  • المصدر : http://www.al-roumayte.com/subject.php?id=7
  • تاريخ إضافة الموضوع : الأربعاء: 29-01-2014
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 12