• الموقع : موقع سماحة اية الله الشيخ حسن الرميتي .
        • القسم الرئيسي : كتاب الصلاة .
              • القسم الفرعي : مبحث القنوت / بحث الفقه .
                    • الموضوع : الدرس 389 _ القنوت في الصلاة 11 .

الدرس 389 _ القنوت في الصلاة 11

وفيه: أنََّّ دعوى حصول القطع بعدم اعتبار غير اللغة العربية لا يخلو من مجازفة.

نعم، دلَّ الدَّليل في بعض الموارد على اعتبار ألفاظ خاصَّة من قراءة قرآن، وذكر خاصّ في الصَّلاة ممَّا لخصوصيَّة الألفاظ دخل في مطلوبيّته، بحيث لا يجوز التخطي عنها إلى ما يراد منها، فضلاً عن كلّ لفظ يؤدّي مؤدّاها.

وكذا بعض المعاملات، كالنّكاح، وبعض الإيقاعات، كالطّلاق ونحوه، حيث اعتبر فيها ألفاظ خاصّة.

وأمّا فيما نحن فيه فالرّوايات المتقدّمة لا يستفاد منها الاجتزاء بالفارسيّة عن وظيفة بالقنوت فتحتاج إلى دليل آخر غير الرّوايات، للاكتفاء به في وظيفة القنوت.

الدليل الثالث ­ وهو المهمّ في المقام ­: وهو أصل البراءة.

وتوضيحه: أنَّ تقييد القنوت باللغة العربيّة، بحيث لا تتأدّى الوظيفة إلاَّ بذلك أمر مشكوك فيه؛ ومقتضى الأصل عدم هذا القيد.

والنتيجة حينئذٍ: جواز الإتيان بالقنوت بأيّ لغة كانت، وتتأدَّى الوظيفة بذلك.

نعم، الأحوط تركه.

ثمَّ إنَّ الذي ذكرناه مختصّ بالقنوت.

وأمَّا الاكتفاء بالفارسيَّة ونحوها في الذّكر في الرُّكوع والسُّجود، وغيرهما، ممَّا وجب فيه مطلق الذِّكر، فلا يصحّ، بل لم يلتزم به أحد، بل أطبق الأعلام بحسب الظَّاهر على عدم الاجتزاء بها في كلّ واجب، وإن لم يكن المكلّف به لفظاً مخصوصاً، والله العالم.

(1) يدلّ عليه صحيحة عبد الرّحمان بن أبي عبد الله أو موثّقته عن أبي عبد الله N «في الرّجل يدخل الرّكعة الأخيرة من الغداة مع الإمام، فقنت الإمام، أيقنت معه؟ قال: نعم، ويجزيه من القنوت لنفسه»[i]f788.

بقي شيء في المقام ­ وهو أنَّه يستحبّ إطالة القنوت ­ قال المصنِّف R في الذكرى: «فقد ورد عنهم: أفضل الصَّلاة ما طال قنوتها، وروى عليّ بن إسماعيل الميثمي في كتابه بإسناده إلى الصَّادق N: صلّ يوم الجمعة الغداة بالجمعة والإخلاص، واقنت في الثانية بقدر ما قمت في الركعة الأولى».

وهاتان الرِّوايتان ضعيفتان بالإرسال:

أمَّا الأُولى: فواضحة.

أمَّا الثانية: فإنَّ المصنِّف R لم يذكر طريقه إلى الكتاب المذكور، كما أنَّه لم يذكر إسناد الميثمي إلى الصَّادق N.

أقول: روى الصَّدوق في الفقيه «قال: قال النّبي C: أطولكم قنوتاً في الوتر في دار الدّنيا أطولكم راحةً يوم القيامة في الموقف»[ii]f789.

هكذا رواه في الوسائل، ونسخة الفقيه خالية عن قوله: «في الوتر»، والرّواية ضعيفة بالإرسال.

وروى الشَّيخ الصدوق R في ثواب الأعمال والمجالس بسنده عن أبي بصير عن أبي عبد الله N عن آبائه عن أبي ذرّ «قال: قال رسول الله C: أطولكم قنوتاً في دار الدُّنيا أطولكم راحةً يوم القيامة في الموقف»[iii]f790، وهي حسنة بالمجالس، وضعيفة في ثواب الأعمال بعليّ بن إسماعيل، فإنَّه مشترك، وإن كان المظنون أنَّه الميثمي الممدوح، إلاَّ أنْ الظن لا يغني من الحقّ شيئاً.

واعلم أنَّ استحباب إطالة القنوت إنَّما هي إذا لم يعارضه استحباب آخر أهمّ منه كالتخفيف في الجماعة، حيث فيها الشَّيخ والضعيف، ونحوهما، ممَّن يصعب عليه طول الوقوف.

ثمَّ إنَّه يظهر من بعض الرّوايات أنَّ إطالة الدُّعاء في الصَّلاة أفضل من إطالة القراءة، كما في صحيحة معاوية بن عمَّار «قال: قلتُ لأبي عبد الله N: رجلين افتتحا الصَّلاة في ساعةٍ واحدةٍ، فتلا هذا القرآن، فكانت تلاوته أكثر من دعائه، ودعا هذا فكان دعاؤه أكثر من تلاوته، ثمَّ انصرفا في ساعةٍ واحدةٍ، أيّهما أفضل؟ ­ إلى أنْ قال: ­ الدُّعاء أفضل، أمَا سمعتَ قول الله عزَّ وجل: « وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِين ]غافر: 60[ا[iv]f791.

 

[i] الوسائل باب 17 من أبواب القنوت ح1.

[ii] الوسائل باب 22 من أبواب القنوت ح1.

[iii] الوسائل باب 22 من أبواب القنوت ح2.

[iv] الوسائل باب 6 من أبواب التعقيب ح1.


  • المصدر : http://www.al-roumayte.com/subject.php?id=499
  • تاريخ إضافة الموضوع : الثلاثاء: 03-01-2017
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 12