• الموقع : موقع سماحة اية الله الشيخ حسن الرميتي .
        • القسم الرئيسي : كتاب الصدقة .
              • القسم الفرعي : مبحث الصدقة / الصدقة 2022 .
                    • الموضوع : الدرس 205 _كتاب الصدقة 9 .

الدرس 205 _كتاب الصدقة 9

الدرس 205 / الاثنين: 7 تشرين2 2022

قال الشهيد الأول (رحمه الله) في الدروس: والجمع بينهما: أنَّ الإيثار على نفسه مستحبٌّ، بخلافه على عياله(1)

(1) هذا الجمع جمع عرفيّ، ويؤيِّده: رواية مسعدة بن صدقة عن أبي عبد الله (عليه السلام) ­ في حديث طويل ­ «إنَّ الصُّوفيّة احتجُّوا عليه بقوله تعالى: « وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ]الحشر: 9[، فقال: إنَّ ذلك كان مباحاً جائزاً، ولم يكونوا نُهوا عنه، وثوابهم منه على الله (عز وجل)، وذلك أنَّ الله أمر بخلاف ما عملوا به، فصار أمره ناسخاً لفعلهم، وكان نهي الله تبارك وتعالى رحمةً منه للمؤمنين ونظراً، لكيلا يضرُّوا بأنفسهم وعيالاتهم، منهم الضَّعفة الصِّغار والولدان والشَّيخ الفاني والعجوز الكبيرة، الَّذين لا يصبرون على الجوع، فإنْ صدَّقتُ برغيفي ولا رغيف لي غيره ضاعوا وهلكوا جوعاً، فمِنْ ثَمَّ قال رسول الله (ص): خمس تمراتٍ أو خمس قرص أو دنانير أو دراهم يملكها الإِنسان وهو يريد أن يمضيها، فأفضلها ما أنفقها الإِنسان على والديه، ثمَّ الثَّانية على نفسه وعياله، ثمَّ الثَّالثة على قرابته الفقراء، ثمّ الرَّابعة على جيرانه الفقراء، ثمَّ الخامسة في سبيل الله وهو أخسّها أجراً، قَاْل: وقَاْل (ص) للأنصاري حين أعتق عند موته خمسة أو ستَّة من الرَّقيق، ولم يكن يملك غيرهم، وله أولاد صغار: لو أعلمتموني أمره ما تركتكم تدفنونه مع المسلمين، يترك صبية صغاراً يتكفَّفون النَّاس؟! ثمّ قال: حدَّثني أبي أنَّ رسول الله (ص) قال: اِبدأ بمَنْ تعول، الأدنى فالأدنى»([1]).

وإنَّما جعلناها مؤيِّدة لأنَّها ضعيفة بعدم وثاقة مسعدة بن صدقة.

قال الشهيد الأول (رحمه الله) في الدروس: وتُستحبُّ الصَّدقة بالمحبوب، وتُكره بالخبيث(1)

(1) يُستفاد ذلك من بعض الرِّوايات:

منها: رواية أبي بصير عن أبي عبد الله (عليه السلام) «في قوله (عز وجل): « أَنفِقُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ ]البقرة: 267[، فقال: كان القومُ قد كسبوا مكاسب سُوءٍ في الجاهليَّة، فلمَّا أسلموا أرادوا أن يُخرجوها من أموالهم، فيتصدّقوا بها، فأبى الله (عز وجل)أن يخرجوا إلاَّ من أطيب ما كسبوا»([2])، ولكنَّها ضعيفة بالإرسال.

ومنها: رواية شهاب عن أبي عبد الله (عليه السلام) «قَاْل: سألته عن قول الله (عز وجل): «ياأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ »؟ فقال: في الكَسْب هم قومٌ كسبوا مكاسب خبيثة قبل أن يُسلموا، فلمَّا أن حَسُن إسلامهم أبغضوا ذلك الكَسْب الخبيث، وجعلوا يريدون أن يُخرجوه من أموالهم، فأبى الله أن يتقرَّبوا إليه إلاَّ بأطيب ما كسبوا»([3])، وهي ضعيفة بالإرسال، وبعدم وثاقة صالح بن رزين. وكذا غيرها.

قال الشهيد الأول (رحمه الله) في الدروس: والضِّيافة من أفضل الصَّدقة(1)

(1) كما في رواية الأمالي للحسن بن محمَّد الطُّوسيّ «قَاْل: جاء رجلٌ إلى النَّبيّ (ص) فشكا إليه الجوع، فبعث إلى بيوت أزواجه، فقلن: ما عندنا إلاَّ الماء، فقال: مَنْ لهذا الرَّجل اللَّيلة؟ فقال عليُّ بن أبي طالب (عليه السلام): أنا له يا رسول الله! وأتى فاطمة، فقال لها: ما عندك؟ فقالتُ: ما عندنا إلاَّ قوت الصِّبية، لكنَّا نُؤثر ضيفنا، فقال علي (عليه السلام): نوِّمي الصِّبية وأطفئي المصباح، فلما أصبح عليٌّ (عليه السلام) غدا على رسول الله (ص) فأخبره الخبر، فلم يبرح حتَّى أنزل الله: « وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُون ]الحشر: 9[»([4])، وهي ضعيفة ببعض الأشخاص، وجهالة بعضهم أيضاً.

قال الشهيد الأول (رحمه الله) في الدروس: وكذا سقي الماء(2)

(2) استفاضتِ الرِّوايات في ذلك:

منها: حسنة معاوية بن عمَّار عن أبي عبد الله (عليه السلام) «قَاْل: مَنْ سقى الماء في موضع يُوجد فيه الماء كان كمَنْ أعتق رقبةً، ومَنْ سقى الماء في موضع لا يُوجد فيه الماء كان كمَنْ أحيا نفساً، ومَنْ أحيا نفساً فكأنَّما أحيا النَّاس جميعاً»([5]).

ومنها: موثَّقة ضُريس بن عبد الملك عن أبي جعفر (عليه السلام) «قَاْل: إنَّ الله ­ تبارك وتعالى ­ يُحبُّ إبراد الكَبِد الحرَّىٰ، ومَنْ سقى كبداً حرَّىٰ من بهيمة وغيرها أظلّه الله (في ظل عرشه) يوم لا ظلَّ إلاَّ ظلُّه»([6]).

ومنها: رواية طلحة بن زيد عن أبي عبد الله (عليه السلام) «قَاْل: قَاْل أمير المؤمنين (عليه السلام): أوَّل ما يُبدأ به في الآخرة صدقة الماء ­ يعني: في الأجر ­»([7])، ولكنَّها ضعيفة بعدم وثاقة طلحة بن زيد.

قال الشهيد الأول (رحمه الله) في الدروس: والحجُّ عن الميِّت، وخصوصاً الرَّحم(1)

(1) يدلُّ عليه جملة من الرِوايات:

منها: رواية أبي بصير «قَاْل: قَاْل أبو عبدالله (عليه السلام) ­ في حديث ­: مَنْ حجَّ فجعل حِجَّته عن ذي قرابته يصله بها كانت حِجَّته كاملة، وكان للَّذي حجَّ عنه مثل أجره، إنَّ الله (عز وجل)واسعٌ لذلك»([8])، ولكنَّها ضعيفة بابن أبي حمزة البطائني، وبسهل بن زياد.

ومنها: صحيحة موسى بن القاسم البجلي «قَاْل: قلتُ لأَبي جعفر الله (عليه السلام): إنِّي أرجو أن أصوم بالمدينة شهر رمضان، فقال: تصوم بها ­ إن شاء الله تعالى ­، قلتُ: وأرجو أن يكون خروجنا في عشر من شوَّال، وقد عوَّد الله زيارة رسول الله (ص) وزيارتك، فربَّما حججتُ عن أبيك، وربَّما حججتُ عن أبي، وربَّما حججتُ عن الرَّجل من إخواني، وربَّما حججتُ عن نفسي، فكيف أصنع؟ فقال: تمتَّع، فقلت: إنِّي مقيم بمكَّة منذ عشر سنين، فقال : تمتّع»([9]).

ومنها: رواية جابر عن أبي جعفر (عليه السلام) «قَاْل: قَاْل رسول الله (ص): مَنْ وَصَل قريباً بحِجَّةٍ أو عمرةٍ، كتب الله له حِجَّتَيْن وعمرتَيْن، وكذلك مَنْ حمل عن حميم يُضاعف الله له الأَجر ضعفَيْن»([10])، وهي ضعيفة بأبي جميلة، وكذا غيرها.

قال الشهيد الأول (رحمه الله) في الدروس: وبَذْل الجاه(1)

(1) كما في رواية إسحاق بن عمَّار عن أبي عبد الله (عليه السلام) «قَاْل: يأتي على النَّاس زمانٌ مَنْ سأل النَّاس عاش، ومن سكت مات، قلتُ: فما أصنع إن أدركت ذلك الزَّمان؟ قَاْل: تُعينهم بما عندك، فإن لم تجد فبجاهك»([11]).

وليس بذل الجاه من الصَّدقة حقيقةً، وإنَّما المراد أنَّه مشابه لها في الفضل، والرِّواية ضعيفة بعدم وثاقة معلَّى بن محمَّد.

 

([1]) الوسائل باب 28 من أبواب الصدقة ح8.

([2]) الوسائل باب 46 من أبواب الصدقة ح1.

([3]) الوسائل باب 46 من أبواب الصدقة ح2.

([4]) الوسائل باب 42 من أبواب الصدقة ح6.

([5]) الوسائل باب 49 من أبواب الصدقة ح3.

([6]) الوسائل باب 49 من أبواب الصدقة ح5.

([7]) الوسائل باب 49 من أبواب الصدقة ح1.

([8]) الوسائل باب 25 من أبواب النيابة في الحج ح4.

([9]) الوسائل باب 25 من أبواب النيابة في الحج ح1.

([10]) الوسائل باب 25 من أبواب النيابة في الحج ح6.

([11]) الوسائل باب 45 من أبواب الصدقة ح2.


  • المصدر : http://www.al-roumayte.com/subject.php?id=2662
  • تاريخ إضافة الموضوع : الإثنين: 07-11-2022
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 12