• الموقع : موقع سماحة اية الله الشيخ حسن الرميتي .
        • القسم الرئيسي : بحث الاصول .
              • القسم الفرعي : مقدمات علم الأصول / بحث الاصول .
                    • الموضوع : الدرس 67 _ مقدمات علم الاصول 67 .

الدرس 67 _ مقدمات علم الاصول 67

وقد أشكل كلّ من المحققَين صاحب الكفاية والنائيني (رحمه الله) على كلام صاحب الفصول بالنسبة لما يتعلّق بالصفات الذاتية لواجب الوجود سبحانه وتعالى، بأنَّه لم يتضح ما هو المراد بالمعنى بالمجازي من جهة، ومن جهة أخرى لا يخلو نقل معنى مثل (العالم) في قولنا: (الله عالم) من أن يكون المراد منه ضده، (الجاهل)، وهو محال؛ إذ الجهل ممتنع عليهL، أو أن لا يكون من وراء ذكر الصفات معنى، فتكون ألفاظاً بلا معانٍ مرادة؛ أي مجرّد لقلقة لسان، وهذا أيضاً محال عليهLوقد وصف نفسه بصفاته؛ للزومه اللَّغوية حينئذٍ، وهو محال على الحكيم سبحانه وتعالى.

الجواب: أوّلاً: إنَّ قيام المبدأ بالذات على أنحاء متعدّدة؛ فمرّة يكون على نحو الصدور؛ كما في (زيد ضارب عمرو)؛ إذ الضرب قام بزيد قياماً صدورياً. وأخرى يكون على نحو الوقوع؛ كقيام الضرب في القضية المتقدّمة بعمرو. وثالثاً يكون على نحو الحلول؛ كما في (زيد مريض). ورابعاً يكون على نحو الانتزاع؛ كما في (زيد زوج) أو (زيد حر)؛ فإنَّه لا شيء بإزاء مبدأ الزوجية والحرية في الخارج، وإنَّما الموجود هو منشأ الانتزاع. وخامساً يكون على نحو الإيجاد؛ حيث تكون الذات موجِدة للمبدأ؛ بمعنى أنَّها تكون ملازمة له؛ كما في (زيد لابن). وسادساً يكون على نحو الاتحاد والعينية؛ كما في قيام صفات اللهLالذاتية بذاته المقدّسة.

وبناءً عليه: تعرف الجواب على ما استدلّ به القائلون بعدم اشتراط قيام المبدأ بالذات؛ فإنّما صح حمل (الضارب) على زيد؛ لأنَّ مبدأ الضرب قام بزيد قياماً صدورياً، وإن كان قائماً بعمرو قياماً وقوعياً. أمّا المبادئ الجامدة، فهي تقوم بالذوات قياماً إيجادياً، بمعنى ملازمتها لها.

أمّا بالنسبة للصفات الذاتية لواجب الوجود سبحانه وتعالى، فإنَّ مبادئها قائمة بالذات المقدّسة قياماً اتحادياً عينياً، فهو نحو من أنحاء الاتحاد والقيام، وإن لم تتضح كيفيته لدينا؛ إذ لا يشترط فهْم كيفية تطبيق هذا النحو من القيام أو غيره على هذا المورد أو غيره طالما هو صحيح بنظر العقل؛ لوجود مناط الصدق، وهو ثبوت المغايرة المفهومية الكافية في صحة الحمل. وقد تقدّم في أكثر من مناسبة، لا سيّما في مباحث الفقه، أنَّه لا يرجع إلى العرف في تطبيق المفاهيم على مصاديقها، وإنَّما يرجع إليه في تشخيص المفاهيم. وبالجملة لا يضرّ عدم فهم العرف لكيفية تطبيق هذا النحو من القيام.

ثانياً: مع قطع النظر عن القيام الاتحادي الذي أغنانا عن دعوى المجازية والنقل، فيمكن دفع إشكال كلّ من المحققَين صاحب الكفاية والنائيني (رحمه الله) بأنَّه لعلّ المعنى المراد من (العالم) مثلاً، هي العلم؛ فمعنى (الله عالم)؛ أي الله كلّه عِلْم، وهكذا. فيكون المراد من (الله عالم)، ما يكون علمه عين ذاته، ومن (الله قادر)، ما تكون قدرته عين ذاته، فلا يلزم حينئذٍ من عدم إرادة المعنى المتعارف من صفاته سبحانه وتعالى الذاتية لقلقة لسان ونحو ذلك.


  • المصدر : http://www.al-roumayte.com/subject.php?id=2452
  • تاريخ إضافة الموضوع : الخميس: 21-02-2013
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 12