• الموقع : موقع سماحة اية الله الشيخ حسن الرميتي .
        • القسم الرئيسي : بحث الرجال .
              • القسم الفرعي : فوائد رجالية / بحث الرجال .
                    • الموضوع : الدرس 119 _ فوائد رجالية 15 .

الدرس 119 _ فوائد رجالية 15

الفائدة الرابعة:

ما المراد من محمد بن إسماعيل الذي يروي عنه الكليني كثيراً؟

قال المحقق الشيخ حسن ابن الشهيد الثاني في منتقى الجمان في الفائدة الثانية عشرة: «يأتي في أوائل أسانيد الكافي أيضاً محمد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان. وأمر محمد بن إسماعيل هذا ملتبس، لأنّ الإسم مشترك في الظاهر بين سبعة رجال ذكرهم الأصحاب في كتب الرجال وهم: محمد بن إسماعيل بن بزيع الثقة الجليل، ومحمد بن إسماعيل البرمكي، ومحمد بن إسماعيل الزعفراني، وهذان وثقهما النجاشي، ومحمد بن إسماعيل الكناني، ومحمد بن إسماعيل الجعفري، ومحمد بن إسماعيل الصيمري القمّي، ومحمد بن إسماعيل البلخي وكلّهم مجهولوا الحال. والأوّل لا يتجه إرادته هنا من وجوه:
أحدها: أنّ الفضل بن شاذان دون ابن بزيع في الطبقة، لأنّ الفضل لم يذكره الشيخ في كتاب الرجال إلاّ في أصحاب أبي الحسن الثالث عليه السلام، وربّما احتمل من كلام النجاشي أن يكون يروي عن أبي جعفر الثاني، ومحمد بن إسماعيل ذكر في أصحاب الكاظم والرضا عليهما السلام.
قال النجاشي: وأدرك أبا جعفر الثاني عليه السلام.
وممّا يوضح هذا الوجه أنّه لم توجد قط رواية عن محمد بن إسماعيل بن بزيع بالتصريح عن الفضل بن شاذان بعد التتبع والاستقراء.
وثانيها: أنّه روى في الكافي، عن ابن بزيع أخباراً كثيرة بواسطتين، لأنّه يروي عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عنه، وهذا لا يلاقي الرواية عنه من غير واسطة بحسب العادة قطعاً.
وثالثها: أنّ وفاة محمد بن إسماعيل بن بزيع كانت في زمن أبي جعفر الثاني عليه السلام فكيف يتصوّر لقاء الكليني له؟

وبالجملة فاحتمال إرادته هنا أوضح في الانتفاء من أن يبيّن... الخ»[1].

هذا، وقد ذكر بعض الأعلام أنّ المسمّى بمحمد بن إسماعيل ستة عشر رجلاً.

وذكر الشيخ البهائي أنّ المسمّى به ثلاثة عشر.

أقول: أمّا ما ذكره صاحب المنتقى من عدم كون محمد بن إسماعيل الذي يروي عنه الكليني رحمه الله هو ابن بزيع، فقد وافقه كثير من الأعلام، وهو الصحيح، للأدلّة التي ذكرها صاحب المنتقى.

وقال النجاشي في ترجمة محمد بن إسماعيل بن بزيع: أنّه «كان من صالحي هذه الطائفة وثقاتهم، كثير العمل». ثمّ قال: «قال محمد بن عمر الكشي: كان محمد بن إسماعيل بن بزيع من رجال أبي الحسن موسى عليه السلام وأدرك أبا جعفر الثاني عليه السلام». ثمّ قال: «وقال أبو العباس بن سعيد في تاريخه: إنّ محمد بن إسماعيل بن بزيع سمع منصور بن يونس وحمّاد بن عيسى ويونس بن عبد الرحمن، وهذه الطبقة كلّها، وقال: سألت عنه علي بن الحسن، فقال: ثقة، ثقة، عين». ثمّ قال أخيراً، أخبرنا والدي رحمه الله: «قال: أخبرنا محمد بن علي بن الحسين، قال: حدّثنا محمد بن علي ماجيلويه عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن علي بن معبد عن الحسين بن خالد الصيرفي، قال: كنّا عند الرضا عليه السلام ونحن جماعة فذكر محمد بن إسماعيل بن بزيع، فقال: وددت أنّ فيكم مثله... الخ»[2].
والخلاصة: إنّه لا إشكال أنّ محمد بن إسماعيل الذي يروي عنه الكليني مباشرة ليس هو ابن بزيع.

وأمّا محمد بن إسماعيل البرمكي:

فقد وثّقه النجاشي رحمه الله، قال: «محمد بن إسماعيل بن أحمد بن بشير البرمكي المعروف بصاحب الصومعة أبو عبد الله، سكن قم، وليس أصله منها. ذكر ذلك أبو العباس بن نوح. وكان ثقة مستقيماً... الخ»[3].

ثمّ إنّ الشيخ البهائي رحمه الله اختار كون محمد بن إسماعيل الذي يروي عنه الشيخ الكليني ­ رحمه الله تعالى ­ هو البرمكي الثقة.

ولكن لا دليل عليه، لا سيّما أنّ الكليني يروي عنه بواسطة شيخه محمد بن جعفر أو بعنوان محمد بن أبي عبد الله، وقد صرّح في بعض الموارد بأنّ محمد بن جعفر هو الأسدي ومحمد بن إسماعيل هو البرمكي.

وروى في الكافي، فقال: «حدّثني محمد بن جعفر الأسدي رحمه الله عن محمد بن إسماعيل البرمكي الرازي عن الحسين بن الحسن بن برد الدينوري... الخ»[4].

وقال أيضاً: «محمد بن أبي عبد الله عن محمد بن إسماعيل البرمكي... الخ»[5].

وممّا يؤكد أنّ محمد بن إسماعيل الذي يروي عنه الكليني ليس هو البرمكي أنّه لم نجد مورداً واحداً روى البرمكي عن الفضل بن شاذان.

وأمّا محمد بن إسماعيل الزعفراني.

وثّقه النجاشي رحمه الله، قال: «محمد بن إسماعيل بن ميمون الزعفراني أبو عبد الله ثقة، عين، روى عن الثقات، ورووا عنه، ولقي أصحاب أبي عبد الله عليه السلام.... الخ»[6].

وهو أيضاً ليس الذي يروي عنه الكليني مباشرة. وقد روى محمد بن إسماعيل الزعفراني عن حمّاد بن عيسى[7] وحمّاد من أصحاب الإمام الصادق عليه السلام، فكيف يروي عنه الكليني مع هذا الفاصل الزمني الطويل؟

وأمّا الباقي، المسمّون بمحمد بن إسماعيل، فكلّهم مجهولوا الحال. فالذي يروي عنه الكليني واحد منهم، ولا يهمنّا كثيراً تمييزه، لطالما أنّ الحديث المشتمل عليه محكوم بالضعف، وإن كان الأقوى في نظرنا أنّه محمد بن إسماعيل البندقي النيشابوري.

 

[1] منتقى الجمان، ج1، ص43، 44.

[2] رجال النجاشي، ص330، 331، 332.

[3] رجال النجاشي، ص341.

[4] الكافي، جزء 1، باب حدوث العالم من كتاب التوحيد، باب 1، ح3.

[5] الكافي، جزء 1، باب الحركة والانتقال، باب 19، ح1.

[6] رجال النجاشي، ص345.

[7] راجع التهذيب، جزء 4، باب التمييز أهل الخمس ومستحقه، ح362.


  • المصدر : http://www.al-roumayte.com/subject.php?id=2173
  • تاريخ إضافة الموضوع : الخميس: 02-05-2018
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 20