• الموقع : موقع سماحة اية الله الشيخ حسن الرميتي .
        • القسم الرئيسي : بحث الرجال .
              • القسم الفرعي : عبارات التوثيق والتضعيف / بحث الرجال .
                    • الموضوع : الدرس 11 _ عبارات التضعيف والتوثيق 2 .

الدرس 11 _ عبارات التضعيف والتوثيق 2

الرابعة: التصنيف:

قيل: من ذكر في ترجمته أنّ له كتاباً أو أصلاً، فهو دليل على وثاقته أو كونه من الممدوحين مدحاً معتداً به.

والإنصاف: أنّ هذا التعبير أعمّ من التوثيق والمدح المعتد به، إذ قد يكون المصنّف ثقة أو ممدوحاً مدحاً معتداً به، وقد لا يكون كذلك، كما سيأتي معنا ­ إن شاء الله تعالى ­ أنّ بعض المصنّفين معروفون بالتدليس والوضع.

الخامسة: الترحّم والترضي:

ومن العبارات التي ادُّعي دلالتها على التوثيق، هي الترحّم على شخص من المعصوم عليه السلام أو من أحد العلماء المتقدمين، أو الترضّي من أحد العلماء المتقدمين.

والإنصاف أيضاً: أنّ ذلك أعمّ من التوثيق، لأنّ الترحّم والترضّي مجرّد دعاء، وهو يجري على الثقات وغيرهم، خصوصاً وأنّ إطلاقات أدلّة استحباب الدعاء تشملهما. وقد دعا الإمام الصادق عليه السلام لزوّار جدّه الحسين عليه السلام بالرحمة، ولا يلزم من ذلك حتماً توثيق كلّ زوّاره عليه السلام.

السادسة: كثرة الرواية:

ذكر بعضهم أيضاً أنّ من كان كثير الرواية عن المعصومين عليهم السلام فهو ثقة عظيم القدر وله منزلة خاصة، وقد استدلّوا على مقالتهم بعدّة أخبار.

منها: خبر حذيفة بن منصور، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: اعرفوا منازل الرجال منّا على قدر روايتهم عنّا»[1].

ومنها: خبر محمد بن أحمد بن حماد المروزي المحمودي، يرفعه قال: «قال الصادق عليه السلام: اعرفوا منازل شيعتنا بقدر ما يحسنون من روايتهم عنّا، فإنّا لا نعد الفقيه منهم فقيهاً حتى يكون محدَّثاً، فقيل له: أو يكون المؤمن محدَّثاً؟ قال: يكون مفهماً، والمفهم المحدَّث»[2].

ومنها: خبر علي بن حنظلة قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: «اعرفوا منازل الناس على قدر رواياتهم عنّا»[3].

وفيه:

أمّا من حيث السند، فكلّ هذه الروايات ضعيفة سنداً، ووجه ضعفها واضح، فإنّ الأولى ضعيفة بمحمد بن سنان، والثانية ضعيفة بالرفع وبجهالة البعض أيضاً، والثالثة ضعيفة بالإرسال وبجهالة البعض أيضاً.

وأمّا من حيث الدلالة، فلو كان المراد من المنزلة الوثاقة، للزم الدور.

وتوضيحه: إنّ إثبات الوثاقة متوقّف على كثرة الرواية عن المعصومين عليهم السلام، وإثبات كثرة الرواية عنهم متوقّف على وثاقتهم، إذ لا تثبت الرواية عنهم إن لم يكن الراوي ثقة، فيلزم الدور.

وإن كان المراد من المنزلة غير الوثاقة، فلا يفيد شيئاً معتداً به.

 

[1] وسائل الشيعة، باب 11 من أبواب صفات القاضي، ح37.

[2] وسائل الشيعة، باب 11 من أبواب صفات القاضي، ح38.

[3] وسائل الشيعة، باب 8 من أبواب صفات القاضي، ح7.


  • المصدر : http://www.al-roumayte.com/subject.php?id=2081
  • تاريخ إضافة الموضوع : الخميس: 18-12-2014
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 12