[المكنّى عن أسمائهم بكلمة النسبة]
وأما المكنّى عن أسمائهم بكلمة النسبة
فمنهم: البصري: واسمه عبد الرحمان بن أبي عبد الله.
قال أبو عَمرو الكشّي (رحمه الله): «سألت محمد بن مسعود، عن عبد الرحمن بن أبي عبد الله؟ فذكر عن علي بن الحسن بن فضال، أنه عبد الرحمن بن ميمون الذي في الحديث وأبو عبد الله رجل من أهل البصرة اسمه ميمون، وعبد الرحمن هو ختن فضيل بن يسار»[1]. (انتهى كلامه)
وقد وثّقه النجاشي (رحمه الله) في ترجمة حفيده إسماعيل بن همّام، قال: «إسماعيل بن همام بن عبد الرحمن بن أبي عبد الله ميمون البصري مولى كندة، وإسماعيل يكنى أبا همام روى إسماعيل عن الرضا (عليه السلام)، ثقة هو وأبوه وجده»[2]. (انتهى كلامه)
ومنهم: البزوفري: واسمه الحسين بن علي بن سفيان.
قال النجاشي (رحمه الله): «الحسين بن علي بن سفيان بن خالد بن سفيان أبو عبد الله البزوفري، شيخ، ثقة، جليل من أصحابنا. له كتب، منها: كتاب الحج، وكتاب ثواب الأعمال، وكتاب أحكام العبيد، قرأت هذا الكتاب على شيخنا أبي عبد الله رحمه الله»[3]. (انتهى كلامه)
ومنهم: العرزمي: واسمه عبد الرحمان بن محمد.
قال الشيخ الطوسي (رحمه الله) في الفهرست: «عبد الرحمان بن محمد العرزمي. له روايات، أخبرنا بها عدة من أصحابنا»[4]. (انتهى كلامه)
وقال النجاشي (رحمه الله): «عبد الرحمن بن محمد بن عبيد الله الرزمي الفزاري أبو محمد، روى عن أبي عبد الله عليه السلام، ثقة، ذكره أصحاب كتب الرجال»[5]. (انتهى كلامه)
ومنهم: العبيدي: واسمه محمد بن عيسى بن عبيد. وقد ذكرناه في أكثر من مناسبة وهو ثقة، ولا حاجة للإعادة.
ومنهم: الكاهلي: واسمه عبد الله بن يحي.
قال النجاشي (رحمه الله): «عبد الله بن يحيى أبو محمد الكاهلي عربي، أخو إسحاق رويا عن أبي عبد الله وأبي الحسن (عليهما السلام). وكان عبد الله وجها عند أبي الحسن (عليه السلام)، ووصى به علي بن يقطين فقال له: اضمن لي الكاهلي وعياله أضمن لك الجنة»[6]. (انتهى كلامه)
قال أبو عَمرو الكشّي (رحمه الله): «حدثني حمدويه بن نصير، قال: حدثني محمد بن عيسى، قال زعم الكاهلي أن أبا الحسن (عليه السلام) قال لعلي بن يقطين: اضمن لي الكاهلي وعياله أضمن لك الجنة، فزعم ابن أخيه: أن عليا رحمه الله لم يزل يجري عليهم الطعام والدراهم وجميع النفقات مستغنين حتى مات الكاهلي، وأن سعتهم كانت تعم عيال الكاهلي وقراباته، والكاهلي يروي عن أبي عبد الله (عليه السلام).
وقال الكشّي (رحمه الله) أيضاً: وجدت بخط جبريل بن أحمد، حدثني محمد بن عبد الله بن مهران عن الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن أبيه، عن أخطل الكاهلي، عن عبد الله بن يحيى الكاهلي، قال: حججت قد خلت على أبي الحسن عليه السلام فقال لي: اعمل خيرا في سنتك هذه فان أجلك قد دني، قال: فبكيت، فقال لي وما يبكيك قلت: جعلت فداك نعيت إليَّ نفسي، قال: أبشر فإنك من شيعتنا وأنت إلى خير قال أخطل: فما لبث عبد الله بعد ذلك الا يسيرا حتى مات»[7]. (انتهى كلامه). وهذه الرواية ضعيفة بالحسن بن علي ين أبي حمزة البطائني وأبيه، وجهالة أخطل.
ثمّ لا يخفى: أنّ الكاهلي ممدوح مدحاً معتداً به، فهو حسن، ومن جملة رواياته، قال: «سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: طاف رسول الله (صلّى الله عليه وآله) على ناقته العضباء وجعل يستلم الأركان بمحجنه ويقبّل المحجن»[8]. والمحجن: عصا في رأسها اعوجاج.
ومنهم: القاساني (القاشاني): واسمه علي بن محمد.
وقد ضعّفه الشيخ الطوسي (رحمه الله) في رجاله، قال: «علي بن محمد القاساني، ضعيف، إصبهاني، من ولد زياد مولي عبد الله بن عباس»[9]. (انتهى كلامه)
وقد مدحه النجاشي (رحمه الله)، قال: «علي بن محمد بن شيرة القاساني (القاشاني) أبو الحسن كان فقيها، مكثرا من الحديث، فاضلا، غمز عليه أحمد بن محمد بن عيسى، وذكر أنه سمع منه مذاهب منكرة وليس في كتبه ما يدل على ذلك»[10]. (انتهى كلامه). ومدح النجاشي (رحمه الله) لا يعارض تضعيف الشيخ الطوسي (رحمه الله)، فالرجل ضعيف.
[المعبّر عنهم بالأوصاف]
وأما المعبّر عنهم بالأوصاف.
فمنهم: الخشاب: واسمه الحسن بن موسى.
قال النجاشي (رحمه الله): «الحسن بن موسى الخشاب من وجوه أصحابنا مشهور كثير العلم والحديث له مصنفات منها كتاب الردّ على الواقفة»[11]. (انتهى كلامه). وقد ذكرنا في أ كثر من مناسبة أنه ممدوح مدحاً معتدّاً به.
ومنهم: الصيقل: واسمه الحسن بن زياد.
عدّه الشيخ الطوسي (رحمه الله) في رجاله: «من أصحاب الباقر (عليه السلام)»[12]. (انتهى كلامه). وقد ذكرنا أن الصيقل من المعاريف وهذا كاشف عن حسنه ووثاقته.
ومنهم: الوشاء: واسمه الحسن بن علي.
قال النجاشي (رحمه الله): «الحسن بن علي بن زياد الوشاء بجلّي كوفي. قال أبو عمرو ويكنّى بأبي محمد الوشاء وهو ابن بنت إلياس الصيرفي خزاز من أصحاب الرضا (عليه السلام) وكان من وجوه هذه الطائفة روى عن جدّه إلياس. قال لما حضرته الوفاة قال لنا: اشهدوا عليّ وليست ساعة الكذب هذه الساعة لسمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: والله لا يموت عبد يحب الله ورسوله ويتولى الأئمة فتمسّه النار ثم أعاد الثانية والثالثة من غير ان أساله. أخبرنا بذلك علي بن أحمد عن ابن الوليد عن الصفار عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الوشاء أخبرني ابن شاذان قال حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى عن سعد عن أحمد بن محمد بن عيسى قال: خرجت إلى الكوفة في طلب الحديث فلقيت بها الحسن بن علي الوشاء فسألته أن يخرج لي إلّي كتاب العلاء بن رزين القلاء وأبان بن عثمان الأحمر فأخرجهما إليّ فقلت له: أحب أن تجيزهما لي فقال لي: يا رحمك الله وما عجلتك اذهب فاكتبهما واسمع من بعد فقلت: لا آمن الحدثان فقال: لو علمت ان هذا الحديث يكون له هذا الطلب لاستكثرت منه فإني ادركت في هذا المسجد تسعمائة شيخ كل يقول حدثني جعفر بن محمد وكان هذا الشيخ عينا من عيون هذه الطائفة»[13]. (انتهى كلامه). وقول النجاشي (رحمه الله): «عيناً...» هذا توثيق له بل أعلى من التوثيق.
هناك رواية في كتاب عيون أخبار الرضا (عليه السلام) تدل على أنه كان واقفياً.
قال الشيخ الصدوق (رحمه الله): «حدثنا أبي -رضي الله عنه- قال حدثنا سعد بن عبد الله قال حدثنا أبو الخير صالح بن أبي حماد عن الحسن بن علي الوشاء قال: كنت كتبت معي مسائل كثيرة قبل أن أقطع على أبي الحسن ع وجمعتها في كتاب ممّا روى عن آبائه ع وغير ذلك وأحببت أن أتثبت في أمره واختبره فحملت الكتاب في كمّي وصرت إلى منزله وأردت أن آخذ منه خلوة فأناوله الكتاب فجلست ناحية وأنا متفكر في طلب الأذن عليه وبالباب جماعة جلوس يتحدثون فبينا أنا كذلك في الفكرة في الاحتيال للدخول عليه إذا أنا بغلام قد خرج من الدار في يده كتاب فنادى: أيّكم الحسن بن علي الوشاء ابن بنت إلياس البغدادي؟ فقمت إليه وقلت: أنا الحسن بن علي فما حاجتك؟ فقال: هذا الكتاب أمرت بدفعه إليك فهاك خذه. فأخذته وتنحيت ناحية فقرأته فإذا والله فيه جواب مسألة مسألة فعند ذلك قطعت عليه وتركت الوقف»[14]. ولكنها ضعيفة بصالح بن أبي حماد حيث لم يوثق. وقد ضعفه ابن الغضائري. وقال عنه النجاشي (رحمه الله): أنه يعرف وينكر. ولكن هذا ليس تضعيفاً له. ونقل الكشي عن الفضل بن شاذان مدحه له. والخلاصة: أن الرجل عندنا غير موثق.
وروى الشيخ الصدوق بعد هذه الرواية مباشرة بنفس السند السابق عن الحسن بن علي الوشاء، قال: «بعث اليّ أبو الحسن الرضا (عليه السلام) غلامه ومعه رقعة فيها: ابعث إليّ بثوب من ثياب موضع كذا وكذا من ضرب كذا. فكتبت إليه وقلت للرسول ليس عندي ثوب بهذه الصفة وما أعرف هذا الضرب من الثياب فأعاد الرسول إليّ وقال فأطلبه فأعدت إليه الرسول وقلت ليس عندي من هذا الضرب شيء فأعاد إليّ الرسول اطلبه فإنه عندك منه قال الحسن بن علي الوشاء وقد كان أودع عندي رجل ثوباً منها وأمرني ببيعه وكنت قد نسيته فطلبت كل شيء كان معي فوجدته في سفط تحت الثياب كلّها فحملته إليه»[15].
أما بقية المعبّر عنهم بالأوصاف، فيأتي الكلام عنهم في الدرس القادم إن شاء الله تعالى.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] إختيار معرفة الرجال (رجال الكشي) للشيخ الطوسي (رحمه الله): ج2، ص599، رقم: 562.
[2] فهرست أسماء مصنفي الشيعة (رجال النجاشي): ص30، رقم: 62.
[3] فهرست أسماء مصنفي الشيعة (رجال النجاشي): ص68، رقم: 162.
[4] الفهرست للطوسي (رحمه الله): ص176، رقم: 472.
[5] فهرست أسماء مصنفي الشيعة (رجال النجاشي): ص237، رقم: 628.
[6] فهرست أسماء مصنفي الشيعة (رجال النجاشي): ص221، رقم: 580.
[7] إختيار معرفة الرجال (رجال الكشي) للشيخ الطوسي (رحمه الله): ج2، ص745، رقم: 841-842.
[8] وسائل الشيعة: باب 381 من أبواب الطواف، ح1.
[9] رجال الطوسي (رحمه الله): ص388، رقم: 5712.
[10] فهرست أسماء مصنفي الشيعة (رجال النجاشي): ص255، رقم: 669.
[11] فهرست أسماء مصنفي الشيعة (رجال النجاشي): ص42، رقم: 85.
[12] رجال الطوسي (رحمه الله): ص131، رقم: 1341.
[13] فهرست أسماء مصنفي الشيعة (رجال النجاشي): ص39، رقم: 80.
[ 14] عيون أخبار الرضا (عليه السلام): ج2، ص252، باب 55، ح1.
[15] عيون أخبار الرضا (عليه السلام):ج2، ص252، باب 55، ح2.
|