• الموقع : موقع سماحة اية الله الشيخ حسن الرميتي .
        • القسم الرئيسي : بحث الرجال .
              • القسم الفرعي : فوائد رجالية / بحث الرجال .
                    • الموضوع : الدرس 111 _ فوائد رجالية 7 .

الدرس 111 _ فوائد رجالية 7

لا زال الكلام في الأشخاص الذين لهم روايات ولا يُذكرون بالاسم إلا قليلا.

ومنهم: أبو الربيع الشامي: واسمه خليد بن أوفى.
قال الشيخ الطوسي (رحمه الله) في الفهرست: «أبو الربيع الشامي له كتاب، أخبرنا به ابن أبي جيد، عن محمد بن الحسن، عن سعد والحميري، عن محمد بن الحسين، عن الحسن بن محبوب، عن خالد بن جرير، عنه ...»[1]. (انتهى كلامه). وطريقه إليه معتبر، ولكن لم يوثقه.
وقال النجاشي (رحمه الله): «خليد بن أوفى أبو الربيع الشامي العنزي روى عن أبي عبد الله (عليه السلام)، له كتاب يرويه ...»[2]. (انتهى كلامه). ولم يوثقه.

وسمّاه الشيخ الحر «خليلاً» حيث قال في أمل الآمل: «خليل بن أوفى، أبو الربيع العاملي الشامي. من أصحاب الصادق (عليه السلام)، مذكور في كتب الرجال خالٍ من الذم، بل هو ممدوح، كثير الرواية والحديث، له كتب، وذكره الصدوق في آخر الفقيه وذكر طريقه إليه وروى عنه كثيراً واعتمد عليه، وهو مدح له. (إلى أن قال): وقد استدل الشهيد في شرح الارشاد على صحة رواياته برواية الحسن ابن محبوب عنه كثيرا مع الاجماع على تصحيح ما يصح عن الحسن بن محبوب وروى عنه ابن مسكان أيضا وهو من أصحاب الاجماع»[3]. (انتهى كلامه)
وفيه: ما ذكرناه في أكثر من مناسبة أنّ رواية أحد أصحاب الإجماع عن شخصٍ لا تدلّ على توثيقه.
والإنصاف: أنّ الرجل غير موثقٍ ولا ممدوحٌ مدحاً معتدّاً به.

وقد روى الكليني (رحمه الله): عن علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن أبي الربيع الشامي، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: «قال لي: ويحك يا أبا الربيع لا تطلبنّ الرئاسة ولا تكن ذئبا «ذنباً» ولا تأكل بنا الناس فيفقرك الله ولا تقل فينا ما لا نقول في أنفسنا فإنك موقوف ومسؤول لا محالة فإن كنت صادقا صدقناك وإن كنت كاذبا كذبناك»[4]
فقوله: «لا تكن ذنباً» -بالنون- على ما في بعض النسخ: أي لا تكن تابعاً للجهّال والمترأسين وعلماء السوء. قال في النهاية: «الأذناب جمع ذنب، كأنهم في مقابل الرؤوس وهم المقدمون»[5]. (انتهى كلامه)
وفي أكثر النسخ: لا تكن ذئباً» -بالهمز- باعتبار أنّ رؤساء الباطل ذئابٌ يفترسون الناس.
وقوله: «ولا تأكل بنا الناس»: أي لا تجعل انتسابك إلينا بالتشيّع أو العلم أو النسب مثلاً وسيلة لأخذ أموال الناس، أو لا تجعل وضع الأخبار فينا وسيلة لأخذ أموال الشيعة فيفقرك الله على خلاف مقصودك، وقد يكون في هذه الرواية نوع ذمٍّ له والله العالِم.

ومنهم: أبو سعيد القمّاط: وهو مشترك بين خالد بن سعيد وصالح بن سعيد.
أما خالد بن سعيد:
فقد عدّه الشيخ الطوسي (رحمه الله) في رجاله في باب الكنى من أصحاب الإمام الكاظم (عليه السلام) قائلاً: «أبا سعيد القماط من أصحاب الإمام الكاظم»[6]. (انتهى كلامه)
ووثقه النجاشي (رحمه الله) حيث قال: «خالد بن سعيد أبو سعيد القماط كوفي، ثقة، روى عن أبي عبد الله (عليه السلام). له كتاب ...»[7]. (انتهى كلامه)  
أما صالح بن سعيد:
فقد عدّه الشيخ الطوسي (رحمه الله): «من أصحاب الإمام الصادق (عليه السلام)»[8]. (انتهى كلامه)  
وقال في الفهرست: «صالح بن سعيد القماط. له كتاب ...»[9]. (انتهى كلامه)
قال النجاشي (رحمه الله): «صالح بن سعيد أبو سعيد القماط مولى بني أسد، كوفي، روى عن أبي عبد الله (عليه السلام)، ذكره أبو العباس له كتاب»[10]. (انتهى كلامه)
أقول: يظهر أن الرجل غير موثق، وبما أن هذه الكنية مشتركة بينهما ولا ممَيّز في البين فتصبح الرواية التي فيها أبو سعيد القمّاط من دون ذكر الاسم ضعيفة. وذكر بعض الأعلام أنّ أبا سعيد القمّاط ينصرف إلى خالد الثقة، ولكن هذا الانصراف على فرض تحققه فهو خارجي لا يعتدّ به.

ومنهم: أبو سمينة: واسمه محمد بن علي بن إبراهيم القرشي.
قال النجاشي (رحمه الله): «محمد بن علي بن إبراهيم بن موسى أبو جعفر القرشي مولاهم، صيرفي، ابن أخت خلاد المقرئ، وهو خلاد بن عيسى. وكان يلقب محمد بن علي أبا سمينة، ضعيف جدا، فاسد الاعتقاد، لا يعتمد في شيء. وكان ورد قم -وقد اشتهر بالكذب بالكوفة- ونزل على أحمد بن محمد بن عيسى مدة، ثم تشهَّر بالغلو، فجُفي، وأخرجه أحمد بن محمد بن عيسى عن قم، وله قصة. له من الكتب ...»[11]. (انتهى كلامه)
وقال الكشّي (رحمه الله): «وذكر علي بن محمد بن قتيبة النيسابوري، عن الفضل بن شاذان، أنه قال: كدت أن أقنت على أبي سمينة محمد بن علي الصيرفي، قال، فقلت له: ولم استوجب القنوت من بين أمثاله؟ قال: إني لأعرف منه ما لا تعرفه. وذكر الفضل في بعض كتبه: الكذابون المشهورون أبو الخطاب ويونس بن ظبيان ويزيد الصايغ ومحمد بن سنان وأبو سمينة أشهرهم»[12]. (انتهى كلامه) 
والخلاصة: أنّ الرجل مسلّم الضعف.

ومنهم: أبو الصباح الكناني: واسمه إبراهيم بن نعيم العبدي.
قال النجاشي (رحمه الله): «إبراهيم بن نعيم العبدي أبو الصباح الكناني نزل فيهم فنسب إليهم، كان أبو عبد الله (عليه السلام) يسميه الميزان، لثقته، ذكره أبو العباس في الرجال، رأى أبا جعفر وروى عن أبي إبراهيم عليهما السلام. له كتاب ...»[13]. (انتهى كلامه)
ذكره الشيخ الطوسي (رحمه الله) في رجاله في أصحاب الإمام الباقر (عليه السلام) ثمّ أضاف: «قال الصادق (عليه السلام): «أنت ميزان لا عين فيه»، يكنى أبا الصباح، كان يسمي الميزان من ثقته، له أصل رواه محمد بن إسماعيل بن بزيع ومحمد بن الفضيل وأبو محمد صفوان بن يحيي بياع السابري الكوفي عنه». وذكره أيضاً: «في أصحاب الإمام الصادق (عليه السلام)»[14]. (انتهى كلامه)
وعدّه الشيخ المفيد (رحمه الله) في محكي رسالته: «من فقهاء أصحاب الأئمة (عليهم السلام) والأعلام الرؤساء المأخوذ منهم الحلال والحرام والفتيا والأحكام»[15]. (انتهى كلامه)
روى الكشي (رحمه الله) عن محمد بن مسعود قال: «حدثني علي بن محمد، قال: حدثني أحمد ابن محمد، عن الوشاء، عن بعض أصحابنا قال، قال أبو عبد الله (عليه السلام) لأبي الصباح الكناني: أنت ميزان! فقال له: جعلت فداك ان الميزان ربما كان فيه عين قال: أنت ميزان ليس فيه عين». هذه الرواية ضعيفة بالإرسال وبجهالة علي بن محمد. وروى أيضاً عن محمد بن مسعود، قال: «قال علي بن الحسن: أبو الصباح الكناني ثقة وكان كوفيا، وانما سمي الكناني لان منزله في كنانة فعرف به، وكان عبديا»[16]. والمراد من علي بن الحسن هو ابن فضال.
أقول: اعلم أنّ محمد بن الفضيل الذي يروي عن أبي الصباح مشتركٌ بين محمد بن الفضيل الصيرفي الكوفي الأزدي الضعيف، وبين محمد بن القاسم بن الفضيل بن يسار النهدي البصري الثقة ولا مميِّز لأحدهما عن الآخر فتكون الرواية التي فيها محمد بن الفضيل من دون تشخيصه ضعيفة.

ومنهم: أبو علي الأشعري القمّي: واسمه أحمد بن إدريس من مشايخ الكليني (رحمه الله).
ذكره الشيخ الطوسي (رحمه الله) في أصحاب الإمام العسكري (عليه السلام) قال: «أحمد بن إدريس القمي المعلم، لحقه (عليه السلام) ولم يروِ عنه»[17]. (انتهى كلامه)
وقال النجاشي (رحمه الله): «أحمد بن إدريس بن أحمد أبو علي الأشعري القمي كان ثقة، فقيها، في أصحابنا، كثير الحديث، صحيح الرواية، له كتاب نوادر أخبرني عدة من أصحابنا إجازة عن أحمد بن جعفر بن سفيان عنه. ومات أحمد بن إدريس بالقرعاء سنة ست وثلاثمائة من طريق مكة على طريق الكوفة»[18]. (انتهى كلامه)

ومنهم: أبو عبيدة الحذاء: واسمه زياد بن عيسى.
قال النجاشي (رحمه الله): «زياد بن عيسى أبو عبيدة الحذاء كوفي، ثقة، روى عن أبي جعفر وأبي عبد الله (عليهما السلام) وأخته حمادة بنت رجاء، وقيل: بنت الحسن روت عن أبي عبد الله. قاله ابن نوح عن ابن سعيد، وقال الحسن بن علي بن فضال: ومن أصحاب أبي جعفر أبو عبيدة الحذاء واسمه زياد، مات في حياة أبي عبد الله (عليه السلام). وقال سعد بن عبد الله الأشعري: ومن أصحاب أبي جعفر أبو عبيدة وهو زياد بن أبي رجاء، كوفي، ثقة، صحيح، واسم أبي رجاء منذر، وقيل: زياد بن أخزم، ولم يصح. وقال العقيقي العلوي: أبو عبيدة زياد الحذاء وكان حسن المنزلة عند آل محمد، وكان زامَلَ أبا جعفر (عليه السلام) إلى مكة. له كتاب يرويه علي بن رئاب»[19]. (انتهى كلامه) 

أما تتمة الروايات في أبي عبيدة الحذّاء فتأتي في الدرس القادم إن شاء الله تعالى.    
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] الفهرست للطوسي (رحمه الله): ص271، رقم: 841.
[2] فهرست أسماء مصنفي الشيعة (رجال النجاشي): ص153، رقم 403.
[3] أمل الآمل: ج1، ص82، رقم: 79.
[4] الكافي: ج2، باب طلب الرئاسة، ح6.
[5] النهاية في غريب الحديث والأثر: ج2، 170.
[6] رجال الطوسي: ص347، رقم: 5181.
[7] فهرست أسماء مصنفي الشيعة (رجال النجاشي): ص149، رقم: 387.
[8] رجال الطوسي: ص225، رقم: 3039.
[9] الفهرست للطوسي (رحمه الله): ص148، رقم: 363.
[10] فهرست أسماء مصنفي الشيعة (رجال النجاشي): ص199، رقم: 529.
[11] فهرست أسماء مصنفي الشيعة (رجال النجاشي): ص322، رقم: 894.
[12] إختيار معرفة الرجال (رجال الكشي) للشيخ الطوسي (رحمه الله): ج2، ص823، حديث: 1033.
[13] فهرست أسماء مصنفي الشيعة (رجال النجاشي): ص19، رقم: 24.  
[ 14] رجال الطوسي: ص123، رقم: 1230 و ص156، رقم: 1729.
[15] تنقيح المقال في علم الرجال (للمامقاني): ج5، ص53.
[16] إختيار معرفة الرجال (رجال الكشي) للشيخ الطوسي (رحمه الله): ج2، ص639، حديث: 654. و ص640، حديث: 658.
[17] رجال الطوسي: ص397، رقم: 5831.
[18] فهرست أسماء مصنفي الشيعة (رجال النجاشي): ص92، رقم: 228.
[19] فهرست أسماء مصنفي الشيعة (رجال النجاشي): ص170، رقم: 449.


  • المصدر : http://www.al-roumayte.com/subject.php?id=1545
  • تاريخ إضافة الموضوع : الخميس: 08-03-2018
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 12