• الموقع : موقع سماحة اية الله الشيخ حسن الرميتي .
        • القسم الرئيسي : بحث الرجال .
              • القسم الفرعي : فوائد رجالية / بحث الرجال .
                    • الموضوع : الدرس 109 _ فوائد رجالية 5 .

الدرس 109 _ فوائد رجالية 5

لا زال الكلام في الأشخاص الذين لهم روايات ولا يُذكرون بالاسم إلا قليلا.

ومنهم: أبو الجوزاء.
أبو الجوزاء: وهو منبه بن عبد الله.
قال النجاشي (رحمه الله): «منبه بن عبد الله أبو الجوزاء التميمي صحيح الحديث. له كتاب نوادر. أخبرنا أبو الحسين بن أبي جيد قال: حدثنا محمد بن الحسن، عن محمد بن الحسن»[1]. (إنتهى كلامه)
وقد وثقه العلامة (رحمه الله)، قال: «أبو الجوزاء، هو منبه بن عبد الله، ثقة»[2]. (إنتهى كلامه). وكذا غيره من المتأخرين.

وفيه: ما ذكرناه في محله من أنّ قول القدماء: أنه «صحيح الحديث» لا يدل على التوثيق، لأنّ الصحّة عندهم بمعنى صدور الحديث لقرائن دلّت على ذلك وهي أعمّ من التوثيق، وأما توثيق العلّامة وغيره من المتأخرين فقد ذكرنا أنه لا يفيد، إذْ أنّ توثيقات المتأخرين مبنية على الحدس فلا تشملها أدلة حجية خبر الواحد، كما أنه قد يستفاد من عبارة الشيخ في الاستبصار والتهذيب أن الرجل من الزيدية وفيه تأمّل.
والخلاصة: أن الرجل غير موثق.

ومنهم: أبو حمزة الثمالي.
أبو حمزة الثمالي: واسمه ثابت بن أبي صفية دينار.
قال الشيخ الصدوق (رحمه الله) في المشيخة -عندما ذكر طريقه إليه-: «ودينار يكني أبا صفية وهو من حيّ (طيّ) من بني ثمل ونسب إلى ثمالة لان داره كانت فيهم، وتوفي سنة خمسين ومائة وهو ثقة عدل قد لقى أربعة من الأئمة: علي بن الحسين، ومحمد بن علي، وجعفر بن محمد، وموسى بن جعفر (عليهم السلام)، وطرقي إليه كثيرة ولكني اقتصرت على طريق واحد منه»[3]. (إنتهى كلامه)
وقال النجاشي (رحمه الله): «ثابت بن أبي صفية أبو حمزة الثمالي واسم أبي صفية دينار، مولى، كوفي، ثقة، وكان آل المهلب يدعون ولاءه وليس من قبيلهم، لأنهم من العتيك؛ قال محمد بن عمر الجعابي: ثابت بن أبي صفية مولى المهلب بن أبي صفرة، وأولاده نوح ومنصور و حمزة قتلوا مع زيد، لقى علي بن الحسين وأبا جعفر وأبا عبد الله وأبا الحسن (عليهم السلام) وروى عنهم، وكان من خيار أصحابنا وثقاتهم ومعتمديهم في الرواية والحديث. ورُويَ عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال: «أبو حمزة في زمانه مثل سلمان في زمانه». وروى عنه العامة، ومات في سنة خمسين ومائة»[4]. (إنتهى كلامه)
وقال الشيخ الطوسي (رحمه الله) في الفهرست: «ثابت بن دينار، يكنى أبا حمزة الثمالي، وكنية دينار أبو صفية، ثقة»[5]. (إنتهى كلامه)

وروى الكشّي (رحمه الله) فيه: روايات بعضها مادحة وبعضها ذامّة.
أما الروايات المادحة:
منها: صحيحة أبي حمزة، قال الكشي (رحمه الله): حدثني حمدويه بن نصير، قال: حدثنا أيوب بن نوح، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن الحكم، عن أبي حمزة، قال: «كانت بنية لي سقطت فانكسرت يدها، فأتيت بها التيمي فأخذها فنظر إلى يدها فقال: منكسرة، فدخل يخرج الجباير وأنا على الباب فدخلتني رقة على الصبية فبكيت ودعوت، فخرج بالجباير فتناول بيد الصبية فلم يرَ بها شيئا، ثم نظر إلى الأخرى فقال: ما بها شيء، قال: فذكرت ذلك لأبي عبد الله (عليه السلام) فقال: يا أبا حمزة وافق الدعاء الرضاء فاستجيب لك في أسرع من طرفة عين»[6]. والرواية صحيحة، ومعنى وافق الدعاء الرضا أي وافق الدعاء إرادة الله تعالى ومشيئته لطلبتك، ورضاه عزّ وجلّ للطلب.
قال السيد رضي الدين علي بن طاووس (قدّس الله روحه) في كتاب مهج الدعوات: قال أبو حمزة الثمالي (رحمه الله): «انكسرت يد ابني مرة فأتيت به يحيى بن عبد الله المجبر فنظر إليه فقال أرى كسرا قبيحا ثم صعد غرفته ليجيء بعصابة ورفادة فذكرت في ساعتي تلك ما علمني علي بن الحسين زين العابدين (عليه السلام) فأخذت يد ابني فقرأت عليه ومسحت الكسر فاستوى الكسر بإذن الله تعالى فنزل يحيى بن عبد الله فلم يرَ شيئاً فقال ناولني اليد الأخرى فلم يرَ كسرا فقال: سبحان الله أليس عهدي به كسراً قبيحاً فما هذا، أما إنه ليس بعجب من سحركم معاشر الشيعة، فقلت: ثكلتك أمك ليس هذا بسحر بل إني ذكرت دعاء سمعته من مولاي علي بن الحسين (عليه السلام) فدعوت به، فقال: علمنيه، فقلت: أَبَعْدَ ما سمعت ما قلت، لا ولا نعمة عين، لستَ من أهله. قال حمران بن أعين: فقلت لأبي حمزة نشدتك بالله إلا ما أوردتناه وأفدتناه، فقال: سبحان الله، ما ذكرت ما قلت إلا وأنا أفيدكم، اكتبوا: بسم الله الرحمن الرحيم، يا حيّ قبل كل حيّ، يا حيّ بعد كل حيّ، يا حيّ مع كل حيّ، يا حيّ حين لا حيّ، يا حيّ يبقي ويفني كل حيّ ...»[7]. وهذا الدعاء مرسل.

ومن الروايات المادحة: ما رواه الكشي (رحمه الله) قال: وجدت بخط أبي عبد الله محمد بن نعيم الشاذاني، قال: سمعت الفضل ابن شاذان، قال: سمعت الثقة، يقول: سمعت الرضا (عليه السلام) يقول: «أبو حمزة الثمالي في زمانه كلقمان في زمانه، وذلك أنه خدم أربعة منا، علي بن الحسين، ومحمد بن علي، وجعفر بن محمد، وبرهة من عصر موسى بن جعفر (عليهم السلام)، ويونس بن عبد الرحمان كذلك هو سلمان في زمانه»[8]. هذه الرواية ضعيفة لعدم وثاقة محمد بن نعيم الشاذاني.

وأما الأخبار الذامّة:
قال الكشّي (رحمه الله): حدثني محمد بن مسعود، قال: «سألت علي بن الحسن بن فضال، عن الحديث الذي روى عن عبد الملك بن أعين وتسمية ابنه الضريس؟ قال، فقال: انما رواه أبو حمزة، وأصيبع من عبد الملك خير من أبي حمزة، وكان أبو حمزة يشرب النبيذ ومتهم به، الا أنه قال: ترك قبل موته، وزعم أن أبا حمزة وزرارة ومحمد بن مسلم ماتوا سنة واحدة بعد أبي عبد الله (عليه السلام) بسنة أو بنحو منه، وكان أبو حمزة كوفياً»[9]. وهذه الرواية موثقة. قال أبو عمرو الكشي (رحمه الله): «وكان أبو حمزة يشرب النبيذ ويتهم به»[10]. (انتهى كلامه)

أقول: لا يخفى جلالة وعظمة أبي حمزة الثمالي، ولعلّ النبيذ الذي كان يُتهم بشربه من بعض الأنبذة التي لم يَعرف تحريمها جميعاً، فلما سمع أن أبا عبد الله (عليه السلام) قال: «كل مسكر حرام نبيذا كان أو غير نبيذ» استغفر الله وتاب إليه، وترك جميع الأنبذة، والله العالِم.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] فهرست أسماء مصنفي الشيعة (رجال النجاشي): ص422، رقم: 1129.
[2] خلاصة الأقوال (للعلامة الحلي): ص429، رقم: 38.
[3] من لا يحضره الفقيه: ج4، ص444.
[4] فهرست أسماء مصنفي الشيعة (رجال النجاشي): ص115، رقم: 296.
[5] الفهرست للطوسي (رحمه الله): ص90، رقم: 138.
[6] إختيار معرفة الرجال (رجال الكشي) للشيخ الطوسي (رحمه الله): ج2، ص456، حديث: 355.
[7] مهج الدعوات ومنهج العبادات: ص165. الصحيفة السجادية: ص88، رقم: 42، دعاؤه (عليه السلام) في قضاء الحوائج.
[8] إختيار معرفة الرجال (رجال الكشي) للشيخ الطوسي (رحمه الله): ج2، ص458، حديث: 357.
[9] إختيار معرفة الرجال (رجال الكشي) للشيخ الطوسي (رحمه الله): ج2، ص455، حديث: 353.
[10] إختيار معرفة الرجال (رجال الكشي) للشيخ الطوسي (رحمه الله): ج2، شرح ص455.


  • المصدر : http://www.al-roumayte.com/subject.php?id=1516
  • تاريخ إضافة الموضوع : الخميس: 22-02-2018
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 12